أتذكَّرُها قد بنتْ كوخَها
من صفيحٍ
كسى سقفَهُ قصبٌ
وحصيرٍ
على طرفٍ في المدينةِ
من حولِها
جوقةٌ من صغارٍ
دعاها ركامُ القمامةِ
بين الأزقة
زوجها فقدته الحروب
وقيلَ بأنَّ قلادتَهُ وُجِدَتْ تلألأُ
في قمةٍ عالية
وغابَ ولم تهتدي لمصيرِه
هي لم تسألِ الناسَ
عطفاً عليها
هي تسألُ ربَّ العبادِ
وتصحبُ كيساً مع الفجرِ
تبقى تناجيه :
( هل ستساعدُني
حين أجمعُ في العبوات الصغيرة
مستوعباً قدراً فيكَ
أكسبُ لقمةَ يومي )
يقول : ( نعم وإذا انشقَّ مني جنبٌ
فشدِّي عليهِ الخيوطَ )
هي امرأةٌ نذرتْ نفسَها
في انتظارٍ ليكبرَ أبناؤها
هي تسكنُ
أقصى( الجبيرية ) في وجهِ
أرض فضاء
تصارعُ أحزانَها لا تمانعُ
أن يعطفَ الخيِّرونَ عليها
ولكنها تَتَرفعُ أنْ تسألَ الناسَ
عراقيةٌ والعفافُ جرى بين أعراقِها
لم يطأطئْ لها قامةً
جَبروتُ الزمان
تعلَّمتِ الصبرَ منذُ الصِّغر
توارثتِ الطِّيبَ من شجرٍ
بذرُهُ امتدَّ سبعةَ آلافِ عام
لم تغيِّر ملامحَهُ عادياتُ
الغزاةِ
وحينَ تنامُ
تعلِّلُ أطفالَها تذكرُ الله
تقرأُ سبعَ مثانٍ
تصلّي على سيدِ المرسلين