لم يَمُتْ...!
نصٌ بقلم: د. عبد الرحيم جاموس
قلبُ الوردِ... لم يَمُتْ ...
رغمَ الجفافِ،
رغمَ سُخامِ المدنِ المحاصَرةِ،
رغمَ شُرودِ الضوءِ عن شرفاتِ الحلمِ ...
وانكسارِ المطرِ في المدى ...
ما زالَ حيًّا...
ينبضُ بالندى...
***
واقفًا هناك...
تحتَ شمسٍ تأخرتْ ...
وأقدامٍ مرّتْ عليه ..
ولم تعتذرْ ...
كلُّ ما فيهِ ذَبُلْ ...
إلا نبضَهُ...
كان يقولُ للعابرينَ:
الحياةُ،
هنا، لم تَمُتْ...
***
خلفَ الجُدرانِ العاليةِ،...
تحتَ الركامِ،
في شهقةِ طفلٍ فقدَ أُمه...
أو في دمعةِ أمٍّ تُخبّئُ موتَها
كان الوردُ يُزهرُ...
صامتًا،
كأنّهُ يُخاطبُ اللهَ مباشرةً:
"أنا دليلُك في الأرضِ، ...
أنا صوتُ ...
مَن بقيَ على عهدِكَ يا ربّ..."
***
لم يمتِ الوردُ...
بل تَعلّمَ أن يزهرَ ...
من شقِّ الرصاصْ، ...
أن يُنبتَ وردةً ...
فوقَ أنقاضِ الخوفِ والحصارْ ...
أن يبتسمَ رغمَ الدمعِ، ...
ويقولَ:
"الظلمُ لا يُعمّرُ دارْ..."
***
قلبُ الوردِ لم يَمُتْ...
فلا الحصارُ كتمَهُ،
ولا السلاسلُ أطفأتهُ ...
ولا الظلالُ الطويلةُ ..
من الاحتلالِ،
أطفأتْ شمسَهُ...
***
قلبُ الوردِ لم يَمُتْ...
لأنهُ يشبهُنا ...
حينَ نختارُ الحياةَ ...
رغمَ كلّ شيء...
حينَ نُحبُّ ...
رغمَ الحريقْ ...
ونزرعُ ضوءًا...
ونولدُ من النزيفْ ...
***
قلبُ الوردِ...
هو نجاتُنا الجميلةْ ...
من مقصلةِ الزمنِ العقيمْ ...
هو نشيدُ مَن قالَ:
"سنعيشُ،
لا فقط كي نبقى...
بل كي نُعيدَ للأرضِ ..
وجهَها الحليمْ..."
الرياض 5/7/2025 م