بقلم / السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد - مصر ٠
يا سادة : إنما(الخلافة ) بنشر الأخلاق و طريق العلم و تحقيق العمل و زيادة الإنتاج و تحقيق مقاصد الإسلام ، و ليس بالكلام و التمني و الصراخ و الدعاء و التبديع و التكفير و التفجير و كراهية الأخر و نفخة الكِبر و المظاهر و الراحة ٠٠!٠
في البداية من منا يكره "غزة و فلسطين " ؟!
و من منا يكره العرب من منا يضمر الشر إلى منهج الإسلام الصحيح ، و مقاصده التي لا تتنافى مع جوهر الحياة ؟!٠
و يبقى لنا موضع (الخلافة) ٠
يا سادة الخلافة و الجهاد و و تطبيق الشريعة ليست تشدقا بالكلام و لا بالثرثرة في كثرة المجالس و لا الصراخ على المنابر و الدعاء بالشر و البكاء و كُتيبات تحمل فكراً مضاداً للغير حتى لبني الإسلام نفسه و المختلف معه ٠٠ بل يحض على كراهية الناس و تجريدهم من حرية الرأي و للتعبير و حق ممارسة الحياة ٠
و استخدام عبارات وصف شكلاً و مظهراً و محتوى فارغ المضمون و تطلعات صعبة منال التطبيق لفقدان أدنى الثوابت على أرض الواقع هكذا ٠٠
فالموضوع ليست عنتريات و شعارات و تطاول ووسم الناس بالبدعة و التفسيق و التشيع و الضلالة و التكفير و القتل و ومصطلحات الهجوم غير المبرر و أطلاق الأحكام على الناس جزافا ، بمعطيات لا تناسب مع مبدأ الإنسانية قط ٠
الطريق الصحيح المستقيم هو ضبط النفس و التحلي بالأخلاق الفاضلة و السلوك الحسن و العمل النافع و زيادة الإنتاج و الاكتفاء الذاتي و عدم الاعتماد على تلك الدول التي تناصبنا روح العداء و استمرارية المعيشة عالة على الاستجداء و الخضوع و الخنوع و الاستسلام ٠٠
فيجب غرس مفاهيم حقيقية لنهضة شاملة بمثابة ثورة على الذات و القضاء على التفرقة و العصبية و الجهل و الهيمنة و السيطرة و الاستبداد و نظرة الاستعلاء و الاستغلال لكل فرد و فرقة و جماعة ترفع هذا الشعار دون مؤهلات و أسباب وتقديم حلول تتمشى مع تحقيق الهدف ٠
فقيمة كل إنسان فيما يحسنه و يقدمه لمجتمعه من أفعال لا أقوال ، ليس لها مردود على أرض الواقع و ثمرة ماثلة نمسكها بأيدينا ننتفع بها و نستغني عما نسميهم بالأعداء و نحن نحتاج إليهم في أبسط الأشياء ٠٠!٠
عندئذ نشعر بقيمتنا و من ثم نستطيع أن نغير بالسلوك المتضبط الجميل و الاداء الإيجابي الفعال في المشاركة لخدمة الدين و الحياة معا ٠
و ذلك دون تمييز و قهر لبعضنا البعض في نغم شاذ ووتيرة غير محمودة لا تغير في الأمر شيئا بالتأكيد مجرد دغدغة مشاعر و أغاني حماسية و استخدام مفردات إسلامية خالية من صدى أهداف رسالة الدعوة الإسلامية التي رسمها لنا رسول الرحمة للعالمين محمد صلى الله عليه و سلم بجهاد النفس أولا و عدم الانغماس في الملذات و الشهوات و التشدد في منطق حركة و تطور الاتجاهات مع عجلة الحياة السريعة دون المساس بجوهر الإسلام من خلال الثوابت التي تمثل الجذور و الأصول ٠
أما الفروع فتتجلى فيها حكمة الفكر و التأويل مع النظر و الفهم و الإدراك من وراء هذا وذاك مع التيسير و الرفق و الوسطية التي هي عنوان هذا الدين القيم الحنيف ، القائم على العدل و الحب و التعاون و التسامح و الاعتراف بالأخر في منظومة الحياة ٠
مع التعبير و التركيز بأسلوب معتدل و خُلق تؤثر في صور و أشكال الآداب و المعاملات التي نمارسها ليل نهار ، و نشر منافع الدين في النفس و البيت و في الجيران و غرسها في المدرسة و المسجد و الإعلام و في ميادين العمل تطبيقا ، و في المجتمع كله بروح الاقتناع و الرضا و التناغم في كافة التصرفات ٠٠
ثم تكون الدعوة من خلال فلسفة الاستغناء عن الأخر بالعمل و الإنتاج في ضوء الأخذ بالعلم و استيعاب العقلية لكل جديد مفيد يرتقي بالإسلام و المسلمين في ثنائية تدفع نحو مصاف الدول التقدمية في كل شيء ٠٠
مع مراعاة روح الانتماء لوحدة الدين و قوة الوطن ، فكيف ننهض و الدين تتقاسمه تيارات و جماعات كل حزب له أفكاره و مفاهيمه الخاصة الضيقة و مصالحه ، والتي لا ترتقي إلى مقاصد الإسلام فيفسر النصوص حسب ما يريد و يحدث بلبلة و شرخ في الصف و ينكر الدولة و يهاجم مؤسساتها التي تنظم الخطط و يتكلم عن الجهاد و الخلافة في الهواء بوهم لم و لن يتحقق من بلاد الحرمين و لا من القدس و لا من عسقلان ٠٠
فنجرد الدين الهداية من صلاحيته حسب الأهواء و نفتت لُحمة الوطن و نتفرغ لسفك دمائنا و ترويع حياتنا و تخوين كل من يرتدي عباءة الإصلاح و الصلاح ووصفه بأقبح المصطلحات كل هذا تصرف مقيت ، يرفضه الإسلام الصحيح في سطوة الإسلام السياسي الذي عجز عن توحيد الصف و لم الشمل و تهذيب الخطاب الإسلامي و التواضع و احترام الأخر و المضي نحو العمل و زيادة الإنتاج و تحقيق مقاصد الإسلام ٠
و على الله قصد السبيل ٠