samedi 19 juillet 2025

📬✍ محمود فياض حسن ✍📬

العشاء الموعود
تشَاجَرتُ عِندَ المَغيبِ معَ زوجَتي
مِن أجْلِ طعامٍ لم أجِدهُ بموعِدي
فالجوعُ تَمَلَّكَ بَطنِى يعُضُهُ للمَسا
وما بي طاقةٍ لِكُثرِ الكلامِ والسَّرْدِ
وأرهقتُ نَفْسِي بالصياحِ مُعَنِّفَاً
مُذَكِّرَاً راجِياً لِرُؤيَا التِلفازِ لاتقعُدي
جارةٌ تأتي وأُخرى تَروحُ بالضُحى
وحَديثُ اليومِ يَجُرُّ حديثٍ للغدِ
فَأَحْضَرَتْ الطعامَ على عَجلٍ ورَوْعٍ
وتَبَسَّمَتْ غَامِزَةً لَعَلِّيْ بِؤُنسِهَا أهمُدِ
ورَشَفْتُ مِن مَرَقِ ذاكَ الضَّأنِ مُكثِراً
وإذ حاراً مالحاً وصِرتُ أُرغِي وأُزبِدِ
ولذَعْتُ لِسانِي كما لوْزَتَايَ تَوَرَّمَتْ
وسالَتْ دُمُوعِي وأمامي لا أهْتَدِي
فتَلَعْثَمَتْ واسْتَدارَتْ ذاهبةً وتَعَثَّرَتْ
بأطباقِ الطَّعامِ وانْسَكَبَ لحمُ الجَدِي
وخَرَجْتُ مِنْ بابِ البَيتِ مُزَمْجِراً
مُتَوعِـدَاً أشْكُوْهَـا لِأمهٕـا بِـلا تَرَدُدِ
وجَلستُ في مَقهَى الحَيِ مُنْفَرِداً
أشربُ الشايَ وأُسْنِدُ خَدِّي بِيَدِي
أزْدَردُ سَندَويْشاً على النارِ مُسَخَّناً
مُفتَقِداً لمَساتُ سِحرِ كَفِّهَا الرَّغِدِ
وفَكَّرتُ بِحالِها كَيفَ الآنَ غارِقَةٌ
بتنظيفِ الأواني و السُجَّادِ المُتَلَبِدِ
فأشفَقتُ حُزناً ورَثَيْتُُ بِحُنُوٍ أمْرَهَا
وطلَبتُ ورقَةً مُتَنَاولاً قَلَمِي الشَّدِي
وكَتبْتُ لها بالحَالِ قَصيْدةً غَزَليةً
أُعانِقُ بِرَسْمِهَا حَنانَ قلبَها المُرْتَعِدِ
وأرْفقتُ بها وردةً بيْضاءَ جُورِيةً
واشتَرَيتُ حَلوى لذيذةً كالشهدِ
و دَلَفْتُ الدارَ والأبوابُ موصَدةٌ
فيها الهُدوءُ ورتابةً حديثةَ العهدِ
ناديتُ أمَّ البنينِ فلم يُجِبْ أَحَدٌ
ووجَدتُها نائمةً كالطفلِ في المَهدِ
وسألتُهَا صباحَاً ما حالُ قصيدتي
أجابتْ وأيُ القصَائِدِ بِربكَ تقصُدِ
تلكَ التي كَتبتُهَا أمساً بعدَ سِجَالِنَا
رسالةً لكِ ولكيسِ الحَلوى تَفَقَّدِي
فَغَرَ فَمُهَا باندِهاشٍ وقَطَّبتْ جَبينَهَا
ظَننْتُهَا فاتورةٌ وبها أشعَلتُ الموقِدِ
والوردةُ ماذا فعَلتِ بها يا جميلَتِي
فأخرَجَتْهَا مِن ثَوبِهَا كبَخورٍ نَدِيْ
ووضَعْتُهَا بمَغلِي الشَاي ليتَعطَّرَ بها
فشرِبْناهُ مُمَسَّكاً بعطرٍ يفُوحُ كالرَّندِ
وأطعَمتُها من حَلوَى المَساءِ مثانِياً
واستيقظَ الحَسُونُ في قفَصِهِ مُغرِدِ
ولو أتْقنَ المرءُ عمَلهُ الذي وكِّلَ بِهِ
لعَاشَ الناسُ بسعدٍ ما بعدهُ سعْدِ
وطُولُ البَالِ مَكرُمَةٌ لو تُؤْتَى الفتَى
وكمالُ الواجبِ زينةً لجميلةَ الخَدِ
📬✍ محمود فياض حسن ✍📬

( يا أبها الألم الشقي ) 🖋 لمياء العلي د. مريم احمد

( يا أبها الألم الشقي )      يا أيها الألم الشقي بقلبي قد نالني منك كل شحوب غصة بالقلب انت عضالها والراحة من السقام هروب تآلفنا على النزع...