نصٌ بقلم: د. عبد الرحيم جاموس
صباحُ النورِ...
لا ظِلٌّ لهُ إلا كرامتَنا،..
وصباحُ الأملِ…
لا لحنَ لهُ إلا نشيدَنا...
صباحُ المحبّةِ...
حين تعانقُ يدُ أمٍ جائعًا،...
وتربّي الحجارةُ طفلًا،...
على أبوابِ القدسِ ...
والضفّةِ وغزّةَ المكلومةِ، ...
تزرعُ فيهِ معنى الوطن....
***
صباحُ العطاءِ...
لا يأتي من فتاتِ المانحين،...
بل من يدِ عاملٍ في خليلِ اللهِ...
يُرمّمُ بالمساميرِ والمرايا حلمَهُ،...
ومن صدرِ صيّادٍ في غزة...
ينسجُ من الشبكِ صلاةً وحكاية....
***
صباحُ العملِ...
حين لا نقولُ:
"من المسؤول...؟"
بل نكونُ كلَّنا مسؤولين،...
نحنُ الحكايةُ إنْ كتبناها،...
ونحنُ النهايةُ إنْ بعناها....
***
صباحُ الحريّةِ...
للأسيرِ الذي علّمَ الشمسَ أنْ تصبرَ،...
ولللاجئِ الذي علّمَ الغيمَ كيفَ يعودُ،...
وللبنتِ التي في جنينَ ...
تمشطُ الحلمَ بشالِ أمّها، ...
وتقرأُ في عينيها...
نشيدَ العودةِ من جديد....
***
صباحُ الصمودِ...
للجائعِ في مخيّمِ بلا سقف،...
يكتبُ على الجدارِ:
"لن نموتَ إلا واقفين"،
للمنقسمينَ، نقولُ:
اتّحدوا ولو مرّةً ...
كما تتّحدُ النارُ ..
بالشوقِ في الشمعة...
***
صباحُ البناءِ...
لمن يهدمُ جدرانَ الخوفِ،...
ويشيدُ من الألمِ سلّمًا للغدِ،...
ومن الحصارِ نافذةً للندى،...
ومن الأنقاضِ ...
قصيدةً لا تُنسى....
***
صباحُ الحياةِ...
لمن اختارَ أن لا ينسى أنَّهُ إنسان،...
لمن قالَ:
لا للحصار،
ولا للذلِّ،
ولا لصكِّ الغفرانِ ...
الملوّثِ بالدموعِ الكاذبة....
***
صباحُنا...
ليس بيانًا سياسيًا...
ولا مناشدةً لهيئةٍ نائمة، ...
بل قصيدةٌ تُكتَبُ من فمِ الخبزِ،...
ومن عرقِ الفقراء،
ومن دمعِ القدس،
ومن وجعِ غزة،
ومن كبرياءِ الخليل....!
***
صباحُنا...
وطنٌ...
نعيدُ لملمتَهُ من بينِ أصابعِ التيهِ،...
وندهنُ وجوهَنا بترابهِ لا بالخنوع،...
ونعلنهُ حبًّا،
وعدلاً،
ونصرًا...
***
فليس لنا إلّا النهوضُ، ...
وإن تعثّرنا،
ولا لنا إلّا الطريقُ، ..
وإن أظلمتْ،
ولا لنا إلّا الوطنُ،
نحملهُ في القلبِ ...
لا في حقائبِ المنفى،
نبنيهِ بالحبِّ،
لا بالخوف،
وبالوحدةِ،
لا بالراياتِ المتكسّرة...
فإمّا أن نكونَ لهُ، ..
أو لا نكونْ....!
الرياض 16/7/2025