**********
راحــتْ تســبُّ طهــارتي ونقـائي
وتشيــنُ من قَدْري ومـن عَلْيائي
وتقــولُ في صـــوتٍ رقيقٍ نـاعمٍ
كم ذقتَ من شهدي بغيرِ رضائي !!
واليومَ قد ضاعتْ لديكَ مشاعري
فسفكــتَ في دنيــا الغرامِ دمائي
وذهبتَ ترعى في قصوري مثْلما
تـرعى الذئــابُ بــروضةٍ غنَّـــاءِ
فلتستحي عما تريدُ .... فإنني
ما عدتُ أهوى العيش في الظلماءِ
***
فوقفتُ في قفصِ الهوى متسائلا
هلْ تعرفينَ العـشقَ يا عفرائى ؟
لو كنــتِ تبغيـنَ الفـــراقَ فــإنني
لا أستطيـــعُ الغــدرَ يــا حسنائي
أنــا ما عشقتُ لأنْ أكونَ مراوغًا
كيمـــا أراكِ تحطميـــنَ رجـــائي
إن كنتُ قد أخطأتُ يـومًا فاعذري
ودعي اللهيبَ يذوبُ في أحشائي
***
فتضاحكتْ حتى سرتْ من بيننا
أنشــودةٌ مملــوءة ... بصفـاء
وتقدمتْ نحوى تهدهدُ جفــوتي
وتفلُّ من كِبْرِى ومن خيــلائي
حتى إذا مـــالتْ على ظننتُهــا
في حـاجةٍ للشربِ من ندمائي
فأخذتُ أقطفُ من غرامِ حبيبتي
حتى ثملتُ ورحتُ في الإغماء
فتمنعــتْ وتدللــتْ حتى بــدتْ
ممزوجةً ... بوسائلِ الإغراء
***
فنهضتُ من فوري أندِّدُ خستي
وأطيـرُ مـن جــوٍ إلى أجـوائي
وأقــولُ يــا ربِّ النجـاة فإنني
ما عادَ لي عيشٌ مع الشرفاءِ
يــا ربِّ إني قــد أتيتُــكَ نادمًا
من عــالمِ اللـذاتِ لا الأحيــاءِ
إني أتيتُـــكَ يـــا إلهي راجيًــا
منكَ الودادَ ورحمتي وشفائي
-----------------------