رد كلبى
بقلم شريف شحاته مصر
لا شيء يهم بعد الحجر على بسبب الزهايمر قررت أن أترك لهم كل ما أملك دون نقد أو إستئناف الرحمة لا تباع ولا تشترى وذهبت لأعيش فى كوخى الصغير البعيد أمام البحيرة لأقضى ما تبقى من عمرى وحيدا لا أريد أحدا معى حتى تحسسنى هذا الكلب العجوز البائس مثلى وجلس امامى يبدو أنه سليل سلالة عريقة حتى ضاق به الحال وأصبح الخلاء مأواه داعبته وقدمت بعض اللحم والخبز المقدد وعاش معى حتى حضرت سيدة عجوز إلى كوخى قائلة أنا صاحبة هذا الكلب ضحكت لها وقلت لم أعرف صاحبا له خذيه وحاولت ولكنه أبى الذهاب معها بين الزوم والنباح حتى إضطررت إلى إصطحابه إلى كوخها وإنتظرنا نومه وتركته وفى الصباح حضر إلى مرة أخرى وكأنه يعاتبنى بين التحسس والعين الدامعة ورابطة الألم تجمع الأحياء بلا تمييز حتى إضطررت إلى السفر بالقطار لمدة يوم لإنهاء بعض الشؤون وكان يوما عصيبا فقد تعلق بى بمحطة القطار رافضا تركى وبالكاد إستطعت الإفلات وكان مشهدا أليما والقطار يسير ببطء والكلب العجوز ينظر لى والدموع فى عينيه تأثرت كثيرا ولكن العودة العاجلة هونت على وعدت فى الغد إلى الكوخ بعد قضاء حاجتى فى المدينة ولم أجده وعبثا حاولت حتى جلست ليلا أمام البحيرة فوجدت السيدة صاحبة الكلب أمامى أسرعت بالسؤال ردت على لقد مات فى يوم سفرك بعد أن أضرب عن الطعام والشراب دخلت فى نوبة بكاء وسألت عن مدفنه وذهبت إليه وجلست أمام مدفنه بين الألم والبكاء ثم رحت فى سبات عميق عميق عميق.