lundi 28 juillet 2025

منذ أيام، وأنا أحاول حمل قلمي ليكتبً.
ولكني وجدت أن الحبر أصبح دما ودمعاً، وفقد ذوقه ونسمة الصباح. 
أصبحت أقلامنا أكثر ألما من رحلة العمر الطويلة بين الشوق والكراهية وصوت الطائرات.
لا حنين إلى الماضي، فقد حمل معه النسيان نفسه، ولم يبق منه سوى غبار الذكريات وبعض الكلمات وحبر يرفض التعبير حتىً عن نفسه.
قلم للأعمال يرفض الرفض، ويخاف من نفسه ويكابر.
فلا طعم للكلمات ولا نبض للحروف.
وحتى شعاع الشمس، فقد تحول إلى غيوم لا تمطر الماء بقدر ما تزف إلينا أخبار الوطن ورحلة العصافير المهاجرة وسقوط الأصدقاء واحدا تلو الآخر فصل الخريف.
وكان القلم تحول إلى شجرة جافة بمستنقع الحب والحنين، تماما كأشجار الزيتون المحروقة من مغتصبيها.
لم يعد للكلمات طعم برتقال يافا، ولا عوامه الخليل ولا مناسف الكرك، ولا كنافة نابلس، ولا موز أريحا.
حتى سفرجل سوريا أصبح له طعم الوحدة والانعزال.
شوارع الشام لم تعد تغني، ولم نعد نتذكر نعومة بنات السبع بحرات، والعيون السوداء التي تحدق بك خلف المنديل في شامنا الجميل 
أصبحنا خيال وصوره مرآة لا تعكس الوجع ولا الجسد، بل روح هرمة تأبى أن تركع وتتباهى بأنها حديقة من الأحاديث والقصص التي لم تطبع بعد.
أصبح القلم عبئاً على أصابعي وكأنه رصاصة تحاول قتل صاحبها، فجف الحبر ورحل.
لم يبق لصباح الكلمات حين تهاجر بين القلب والعقل وبين رائحة الوطن ورائحة المطارات سوى همسه تتلاشى بلا عودة.
صباح يمتد من التنفس الحار بأريحا إلى برودة الهواء ببروكسل أو برلين.
صباح يختفي مع كل إشراقة شمس، وابتعاد القمر ليذوب بالأفق مقبلا ألف نجمة.
صباح الأبواب التي تغلق بغرف التفتيش أم بالركض حرا على شواطئ إيطاليا.
لا فرق بين الحب الجاف بردا أم الحب الدافئ بمقديشو.
هل أصبح 
للحب معنى؟
، حين تموت ببطء على مشانق الحنين والبعد وأنين الهجرة كل الآمال والتطلعات.
وتغرق الحروف ببحر الأوهام والشوق؟

طلعت كنعان 
زمن الموت

أحبك✍️ عصام الهمداني

أحبك ✍️ عصام الهمداني أحبك، ومن حبك أسقي ظماي وأروّي الشوق من نبعك غزيرِ السقايا أحبك، وليل النجوم يشهد غرامي وأهديك قلبي نسيمًا يعطر خطاي أ...