ينزفُ في كلِّ أُمّةٍ حُرّا
في بركانِ العاصفةِ والإعصارا
في عصرٍ لا يعهدُ أن يُذكَرا
من كَثرِ الهوانِ المُذِلِّ عارا
المأسورِ كرامةً، المأزومِ إرادةً
المكسوفِ ظلمةً وانكسارا
ما علا شمسًا، ولا أنارا
هل رأى في الشموعِ أنوارا؟
رعدُ خوفٍ، والأسدُ صارَ حمارا
لبسَ للنعاجِ جلدَ جزّارا
أخذَ لبنَ الثورِ من بقرةٍ
وسلبَ العسلَ من زهرةٍ
أنكَدَ الغصنَ في الشجرةِ
وجعلَ الأرضَ تحتَ نارا
وغربانُ السُحُبِ لها مطرا
بيضُ النسرِ ما لها مهرا
في يدِها خزيٌ، وقيدُ عارا
ما عرفتْ لحريّتِها نهارا
خضوعُها أرقَ الدمَ قهرا
حبسَ الولادةَ، والأمَّ عُسْرا
في أمةٍ تتنفسُ كربًا نُكرا
غزّةُ لا تُمهنْ لظلامٍ باكرا
ولن تخضعَ لأسرٍ فجرا
هي حُرّيةُ الشمسِ للفجرا
منارةُ شموخٍ لكلِّ دهرا
بقلم: عبدالكريم قاسم حامد
29/7/2025