lundi 25 août 2025

يا بحر
محمد هالي

يا بحر..
أمامك اليوم كتبخر الرؤيا من العلو،
تشمرت في مكان ناء من الموعد،
عن تبخر الموقد
و ذكريات شي السردين على السطح،
 تُفرقنا مقهى،
و شارع يتيم على متم الصف
 كان قوس قزح يُشيدُ على غروب الشمس،
يضيئ المجامر لهيبا،
على ترنم النوارس في الفضاء،
تتبدى سفن بعيدة،
تُضبب الرؤى على بسمات الموج،
و رائحة الفيض المتبخرة من نسيم السمك
و بعض متسكعي الصيد،
قصبات تطارد الماء
 بين مد و جزر
فقراء يزحفون على المصب.. 
 بائعو السمك
و أصحاب لقمة عيش مضنية 
طهي يتيم قبالة الكورنيش..
و أنا و البحر
و شراع تخفت حينا 
تلج الشط حينا
و طير يسبح حينا
تتطاير تقلبات الأحوال
 على علو قابل للانبهار
كنتَ يا بحر ملاذي الأخير للبكاء
والصراخ ساعة الغضب
كنتَ للتأمل
 تقْبلني عاريا
يدثرني بياض الملح 
و دفئ الرمال المتبقية من صدفيات تعرية باهتة
الآن ختمت رحلتي من الرؤيا
من تطلع الأفق
من تبسم طحالب الشط
و غرور زوارق تائهة 
و ذكريات أخ
و خفوت الصوت
صعوده حين يشتد وهج الفيض
و رحلة أبدية بلا موعد..
أتذكر سفن كثيرة
و بحر صابر في نفس المكان 
أغاني مارسيلية ترتب المزاج
على نغم الرحيل  
أتشمر الآن جنب البحر
من زاوية الحنين
من تبختر الغربة
 و غدر السنين
من بقي؟
من غادر؟
فأنا باق على أشرطة الحضور
 و الغياب
و أنت الغائب الحاضر 
مهما طال
و يطول ترنح الريح
 و هدوء بعد كل عاصفة.. يا بحر..
ها أنا أترنم على موعد
و انتظار يساعدني على تقبل الشفق
و عمق اللقاء فيما هو آت
محمد هالي