{١} يَا كُلَّ أَلْوَانِ الرَبيعِ تَنَسَّقِي
. وَتَمَثَّلِي رُسُوماً لَهَا وَتَأَنَّقِي
{٢} وَدَعِي شُعَاعَ الشَّمْسِ يَخْضِبُ شَعْرَهَا
وَاسْتَنِّي مِنْ شَفَقِ الغُرُوبِ المُشْرِقِ
{٣} وَتَخَيَّرِي كَرَزَ الشِّفَاهِ لِرَوْنَقٍ
وَاهْبِي لِوَرْدَاتِ الخُدُودِ المَنْطِقِ
{٤} وَنَضَارَةَ الرَّيْحَانِ قَزْحَةُ عَيْنِهَا
وَالسِّحْرُ إِنْ طَرَقَتْ بِجَفْنٍ مُطْبِقِ
{٥} صَرَعَتْ رُقَاةً مِنْ سِهَامِ رُمُوشِهَا
ما شَدَّتِ الأَوْتَارَ بَعْدَ المِرْفَقِ
{٦} وَبِهَا كَشَلَّالٍ يُفِيضُ بِجَدْوَلٍ
وَالْخَصْرُ مَمْشُوقٌ كَفَرْعِ البُنْدُقِ
{٧} وَصِفِي اليَعَاسِيبَ الَّتِي قَدْ طَوَّفَتْ
بِالنَّحْرِ أَشْوَاطاً وَلَمْ تَتَفَرَّقِ
{٨} وَكَأَنَّهَا بولِيمَةٍ مِنْ شَهْدِهَا
وَالثَّغْرُ دَاعِيَهُمْ نَدِيُّ المَغْدِقِ
{٩} فَتَدُورُ مِنْ كَرَمِ الرَّضَابِ كُؤُوسُهُ
وَبِهَا كَرَاحٍ لِلشِّتَاءِ مُعَتَّقِ
{١٠} وَيَحِلُّ طَيْفُكِ بِالكُثَيْبِ مُخْضِرٌّ
فَيَحِلُّ مِنْ صَفَدِ القُلُوبِ المُطْبِقِ
{١١} فَنَوَالُهَا مِثْلُ اقْتِطَافِكَ نَجْمَةً
وَزَوَالُهَا مثل الشِهابِ المُحْرِقِ
{١٢} وَلَكُم بَرَى العُشَّاقَ إِنْكَافُ المَهَا
وَلَهُمْ بِهِيمَاءِ الخَيَالِ كَمَرْفَقِ
{١٣} وَأَتَى الخَرِيفُ بِضَوْعَةٍ مِنْ طِيبِهَا
وَلَكَمْ جَنَتْ ذِكْرَاكِ طِيبَ المُعَبَّقِ
{١٤} وَمَضَى يَمِيدُ بِهِ الحَنِينُ لِظِلِّهَا
هَرَبَتْ بِهِ الذِّكْرَى بِغَيْرِ تَرَفُّقِ
{١٥} أَعْيَاهُ دَرْبٌ تَسْلُكِينَ سَرَابهُ
وَأَتَى عَلَى كَنَفِ الصَّبَابَةِ يَرْتَقِي
✍️ بقلم
✒️ أَبُو المُهَاب