حينَ تبوحُ الوَرْدَةُ،
يُصبِحُ العِطْرُ لُغَةً،
ويَغْدُو اللَّوْنُ قَصِيدَةً
مَكْتُوبَةً على بَياضِ الرُّوحِ.
هي لَيسَت زَهْرَةً في الفُصُولِ،
بل حِكايةُ حُبٍّ تُشرِعُ أَبْوابَها
لِمَن يَقرَأُها بالقَلْبِ،
فَتَفوحُ منه الحَياةُ.
*****
حِينَ تَبُوحُ الوَرْدَةُ
١
فَرَاشَةُ أَحْلامي
احتَضَنَت ألوانَ الوَرْدَةِ،
فَهَلْ في الصَّحوِ
سَتَحتَضِنُ الوَرْدَةُ
فَرَاشَةَ أَيّامي؟
٢
لِوَرْدَةِ هذا المَساءِ
مَعَ اللَّوْنِ أَلْفُ حِكايةٍ،
كأَنّي بِها شَهْرَزادْ...
وفي كُلِّ بَوْحٍ
شَذاها الغِوايةُ.
٣
أَوَّلُ مَن يَطرُقُ بابَ العِشْقِ: الوَرْدَةُ،
أَوَّلُ مَن يَدخُلُ بَيْتَ الحُبِّ...
سَيَفوحُ العُمْرُ إذَنْ،
سَيَفوحُ...
مَتى انسكَبَت في الرُّوحِ،
مَتى احتَضَنَت بِشَذاها القَلْبَ.
٤
في الصُّبْحِ...
أَفتَحُ نافِذَتي،
لِتُطلَّ الوَرْدَةُ عابِقَةً بالشَّوقِ.
سَأَضمُّ شَذاها،
سَأُعانِقُ فيها
آخِرَ آهاتِ الحُبِّ
قَبْلَ حُلولِ المَوْتِ.
٥
نَجِدُ الوَرْدَةَ
في ساحَةِ هذا البَيْتِ،
فوقَ سَريرٍ يَحضُنُنا،
في الصَّمْتِ...
وفي الصَّوتِ.
هَلْ نَجِدُ الوَرْدَةَ؟
في البَسْمَةِ والهَمْسَةِ؟
في القُبْلَةِ واللَّمْسَةِ؟
في اللَّهْفَةِ والدَّهْشَةِ؟
هَلْ نَجِدُ الوَرْدَةَ؟
في قَلْبٍ يَسكُنُنا؟
في حُبٍّ يَجمَعُنا؟
يا لَيْت...
٦
الوَرْدَةُ أَحْلَى الكَلِماتِ
أُنيَةٌ لِلْعِطْرِ
وفاكِهَةُ الصَّبَوَاتِ
أَوَّلُ غَيْثٍ لِقَصِيدٍ
أَجمَلُ فاتِنَةٍ زُفَّت لِبِياضِ الوَرَّقاتِ
مَشْرُوعُ حَياةٍ.
٧
كتابُ الوَرْدَةِ لَم يُقْرَأ بَعْدُ،
مَتْرُوكٌ...
لِلأَيّامِ ولِلأَحْلامِ،
لِرَبيعٍ...
يَجمَعُنا في الزَّمَنِ المَوعِدِ.
فَتَعالَي إذن
ولنَفتَح سِفرَ الأَلْوانِ،
لِنَفكَّ رُموزَ الدَّهْشَةِ،
لِنُغَنّي أَحْلَى الأَلحَانِ،
أَمَلٌ يَحدونا
بِلِقاءِ الوَرْدَةِ،
عارِيَةً في الفَجرِ.
فَكتابُ الوَرْدَةِ فينا
سِرًّا يَسكُنُنا في الجَهْرِ.
فَتَعالَي إذن
ولنَقرَأ بِالحُبِّ سويًّا
ما يَكفي لِيفُوحَ العُمْرُ.
بقلم 📝: سليمان بن تملّيست
جربة - الجُمهُوريةُ التُونِسيَّة