جلستُ عند حافة العالم
ظهري للضجيج، وقلبي للفراغِ الممتلئ بي.
لا ظلّ لخطاي
كلّ ما بيني وبين بالمكان
تركته يتقادم في الزحام.
البحر أمامي يتكلم صمتا
وحده من يفهم لغتي
يرتّبُ ارتباكي
ويُسكّن هياجَ الأسئلة
المدينة خلفي
كأنها غيمةٌ من ضجيج
ناطحاتُها تتهامس عن الوجوه التي أنهكتها المواعيد
والأرصفة التي نزفت من فرط العابرين
أنا الآن
حكاية مؤجلة على مقعدٍ خشبي
أعدّ أنفاسي كما لو أنها موسيقى هاربة من ضوضاء الحياة
أشربُ الصمت جرعةً جرعة
وأعيد تشكيل ملامحي من مرآة الماء.
لا أحد يسألني: لمَ ابتعدتِ؟
ولا أحتاج لشرحِ الغياب.
هي النجاة أحيانا
تختار العُزلة
وتطرد الضجيج..
سعاد برمضان