العُمرُ يجري كالسحابِ المسرِعِ
يمضي، ويتركني جريحَ المَصرَعِ
ما بينَ وجعٍ دائمٍ وتوجّعِ
والدهرُ يخذلني بطَعنِ المَفجَعِ
ما راعَ قربِي أو فِراقي موجعي
والوقتُ ظالمُ، لا يَلينُ لمن وَعي
أسهَرْ وليلي في العذابِ مُضيَّعِ
والحلمُ تاهَ، وصوتُ أملي مُقلِعِ
والأمنياتُ تذوبُ مثلَ المِدمَعِ
كالسيفِ أمشي، والزمانُ بموضِعي
يضربْ، ولا يرحمْ، ولا يُعطي معي
والجرحُ في خدِّي يُنادي موضعي
ضاعَ الرجاءُ، وصوتُ وجدي يَسمعي
والصمتُ صارَ مُجيبَ همّي الموجعي
قالوا: "اتركِ العُزلة، وانهضْ رافعي
رأسَ الكرامة، لا تكنْ بالمُرجِعي"
"واجْهْ مصيرَك، لا تكنْ بالـمُرتَعي
كنْ ثابتًا، حرًّا، نقيّ المَرجِعِ"
"وابنِ المجدَّ بساعدٍ لمْ يُركَعِ
إن العُلا لا تُعطَـى دونَ التوجُّعِ"
كلامُهمْ نورٌ، وفيهُ تَوسُّعي
وعِبرةٌ تمضي لِمنْ بعدي معي
---
✍️ بقلم اديب والشاعر د. سليم علي الطشي