dimanche 3 août 2025

د. عبدالرحيم جاموس

ركبتُ الصَّعب..!

 نصٌ بقلم : د. عبد الرحيم جاموس

ركبتُ الصَّعب...
لا لأنّ الطريقَ كان سهلًا،
بل لأنّ الأرضَ نادتني باسمِها،
وشدّتْ على قلبيَ الحُلمْ،
منذُ فتحتُ عيني على هذا الوطنِ ...
المُثقَلِ بالأسوارِ والانتظارْ،
وأنا أُقاومُ خيبَةَ الوقتِ،
وأمدّ على شوكِه راحتي...
كي لا يسقطَ النجمُ عن سمائنا،
ولا تذبلَ السنابلُ في صدورنا....!
***
ركبتُ الصَّعب...
وما لانَ ظهري،
ولا مالتْ جبهتي ..
 عن القبلةِ الأولى،
ولا بدّلتُ قسمًا ولا راية،
سِرتُ... 
وفي صدري وصايا الأنبياء،
وفي يدي مفاتيحُ القُرى،
وفي دمي ...
دفقُ الجداتِ والآباءْ...
***
ما خِفتُ ريحًا تعصفُ بي،
ولا هِبتُ دربًا يضيقُ عليَّ المدى،
تعلّمتُ من جرحِنا ...
 أن أُضمِّدَ الضوءَ بالكلمات،
ومن حصارِنا أن أزرعَ أملًا،
ولو على حافّةِ الصمتِ والرمادْ....
***
سرتُ على طريقِ ...
 الصبرِ والثبات،
طريقِ من رفعوا ...
رؤوسهم في العاصفة،
وصاروا مناراتٍ في ليلِنا الطويل،
يقولون لي:
"اثبتْ... 
فطريقُ الحريةِ لا يُفتحُ ....
إلا بأقدامٍ تؤمنُ أنها لن تضلّ ...!"
***
رفعتُ رأسي...
ورأيتُ في عيونِ إخوتي الوعدَ،
وفي صمتِ الأمهاتِ عهدًا لا يموتْ،
وفي قُدسِنا نبضًا ...
ما زال يطرقُ أبوابَ السماء...
صلاةً... 
وشوقًا... 
ويقينًا بأن العودةَ حقٌّ لا يموتْ....
***
سنظلُّ...
نحملُ الرايةَ ...
 التي غزلتْها دموعُنا،
وتفتحتْ عليها ...
زهورُنا العنيدة،
ونصعدُ هذا الدربَ الصعب،
بقلوبٍ من صخرٍ،
وخطى لا تَميلْ،
حتى يُزهِرَ المدى،
وتنادي المآذنُ ...
باسمِنا من جديد،
ويُقال على الملأ:
"هنا شعبٌ رَكِبَ الصعب...
 وما انكسرْ ...!"
***
هذا هو طريقُنا...
لا نزيفَ فيه إلا من حلمٍ يشتدُّ...
 إذا ضاق الأفقْ،
ولا نارَ فيه ...
 إلا من عشقٍ للوطن،
ولا رايةَ فيه تُرفَع،
إلا من صبرٍ...
وثباتٍ...
حتى نبلغَ المنى،
وتعودَ لنا أرضُنا، 
حرّةً، بهيّةً، 
كما نُحبّ... 
وكما نَستحقّ....!

د. عبدالرحيم جاموس  

الرياض 3/8/2025 م