samedi 2 août 2025

د. عبدالرحيم جاموس

تماثلُ الأرواح
 نصٌ بقلم :د. عبد الرحيم جاموس

كُلُّ ما فيكِ...
باتَ يَجذِبُني،
لا شيءَ يُنفِّرُني...
كأنِّي أراكِ في مَرايا رُوحي
تَتَجَوَّلينَ،
تَغرِسينَ الضوءَ في عَتَماتي،
وتُوقِظينَ الفِكرَ من سُباتِهِ الطَّويل...

كيفَ لا...؟
وأنتِ تَكتُبِينَنِي حُلُمًا،
وتَرسُمينَ في يَقَظَتي
أحرُفَ النُّبوءَةِ القادمة...
تَرَينَنِي كما لم أَرَ نَفسي،
وتَنطِقينَ بما خَبَّأتُهُ داخلي
من وَجعٍ... 
من أمَلٍ...
من طِفلٍ يَتعثَّرُ بالحياةِ،
ويَحبو نَحوَ نُضجٍ يُشبِهُكِ...

أَرَى فيكِ ...
تطابُقَ الحُروفِ قبلَ نُطقِها،
تطابُقَ الأَنفاسِ قبلَ الشَّهِيق،
كأنَّ نَبضَكِ ...
هوَ الصَّدَى الوحيدُ لقلبٍ
طالَما خافَ أن يُشبِهَ أَحدًا،
فأَحبَّكِ حتّى الذَّوَبان...

كُلُّ شيءٍ فيكِ
باتَ يَجذِبُني:
هَمسُكِ حينَ تَصيرُ الموسيقى صَلاة،
صُراخُكِ حينَ يَصيرُ الحَقُّ عَارِيًا،
بُكاؤكِ حينَ يَشتَهِي القلبُ اتِّساعَ السَّماء،
أَلمُكِ حينَ تُصبِحينَ شَهقةَ الأَرض،
وشَوقُكِ...
آهٍ من شَوقِكِ،
حينَ يَغدو نارًا تَسكنُ جِلدي،
وحَنِينُكِ...
للشَّمسِ... للغَيمِ...
للمَطَرِ... للحُبِّ... للحياةِ...
وللأمكنةِ التي لم نَمشِها سويًّا بَعد...

كيفَ يَأتي هذا التماثُلُ دونَ لِقاكِ ...؟
كيفَ تَسرقينَ لُغَتي
وتَنثرينَها في فَضاءٍ لم أَسكنْهُ ...؟
هكذا...
صُراخٌ يَملأُ داخلي،
رُغمَ صَمتِي،
كأنّكِ أَنا...
لكن بوجهٍ أَكثَرَ وضوحًا،
وبعَينَينِ تَحفَظانِ خَريطَةَ رُوحي...

أَكتُبُكِ الآنَ ...
كما تُكتَبُ القَصِيدةُ الأَخِيرة،
التي لا تُشبِهُ سِواها،
ولا تُنسى...
لأَنِّي إن نَسِيتُكِ،
نَسِيتُنِي،
وضعتُ مِنِّي،
وما كُنتُ أَنا...

فَإنْ ضَلَّ دَربي،
أَعودُ إِلَيكِ...
إِلى مَلامِحِكِ الأُولَى،
حَيثُ بَدأتُ،
وحَيثُ يَنتهي المَعنَى فِيكِ...
أَعودُ لا لأَبحَثَ عنكِ،
بَل لأَلتقِي بِي،
فِيكِ...
فأَنتِ...
مِرآتي الَّتي لا تَكسِرُها الأَيّام،
ولا يُبليها الغِياب...

د. عبدالرحيم جاموس  
1/8/2025 م 
الرياض

من أكون يا من داعب في النوم جفوني وكنت في يقظتي وكل جنوني   أنا روحك تسافر عبر الأشواق  ترحل وتأتي في نظرات عيوني أنا مرآتك وظل قلبك والغيو...