صراع ثقافات
بقلم شريف شحاته مصر
من يتابع الصراعات والأحداث والعنف فى منطقتنا العربية الحبيبة سيشعر للوهلة الأولى ضياع هذا الجيل والأجيال القادمة ولكن من يقرأ التاريخ جيدا ودورة التاريخ سيعلم أن الأجيال التى نشأت على الحروب والعنف والإبادة والشتات تكون أقوى وأصلب كثيرا من الأجيال التى نشأت على التراخى والتسليم والخنوع الأجيال التى تخرج من صلب المعاناة والصراعات والكوارث قادرة على العودة والبناء والثبات فلا تخدعك المظاهر الأجيال الخاضعة المسالمة الرخوة هى أجيال الهزائم والخيبات والنكسات هى أجيال الرضا والخضوع والتسليم أما الأجيال الصلبة المتمردة التى تخرج من صلب المعاناة هى أجيال النصر القادم والأزمات الشديدة تصنع الرجال الأشداء والنساء الأقوياء.
هذا ما حدث بالضبط بعد إحتلال الهكسوس لمصر فترة طويلة ثم تحررت البلاد وبدأ عصر الأسرات الحديث وكانت أقوى الحضارات والدول فى هذا الوقت وهذا ما حدث فى صدر الإسلام بعد الشدة والضعف والصراعات والهجرات ظهرت أعظم وأقوى الحضارات وهى الحضارة الإسلامية وكذلك بعد الثورة الفرنسية والعنف المفرط أكثر من ثلاثين عاما والثورة الأمريكية والحروب الأهلية المدمرة.
لا تخدعك المظاهر فمياه البحار الهادئة غالبا ما تكون عفنة وراكدة وآسنة وتذخر بالطفيليات والطحالب والحشرات والزواحف المسمومة أما مياه البحار الثائرة التى تموج بالعواصف غالبا ما يخرج منها اللؤلؤ والمرجان والأصداف الجميلة والكنوز والأحجار البحرية الكريمة الثمينة.