حين مشيتُ في أزقّتك القديمة، كأنّي أمشي على صدر الزمان،
كأنّ الحجارة تحفظ دعاء الأندلسيين، وتنزف في صمتها حنينًا.
في كل زاوية ظلّت رائحة العود تعبق،
وفي كل قوس، حكاية عشقٍ لم تكتمل،
وفي كل نافذة، أمٌّ تنتظر ولدًا لم يعُد.
غرناطة يا وجعًا ينام في القصائد،
ويا طيفًا نرسمه في خيالنا، كلّما ضاق بنا الحنين.
كم مسجدٍ اضحى مهجورا
، وكم اسمٍ تغيّر،
لكنّ الأرواح ظلّت تحفظ نغم الأذان،
وتتلو الفاتحة على قبور الغائبين.
هل تسمعين؟
هذا أنيني، يختلط بصوت نزار، ودمعة كاظم،
ويبكيان معًا على شرفة الحمراء،
مجدًا كان... وضاع.
بنيامين حيدر