/ الدنيا قنطرة /
الدنيا عبور و الآخرة قصور
لمن دخروا لها و صانوا
أما الأولى فهي دار الفتن
كل حرام فيها غدا يهان
ما غرك و ما أنساك و ألهاك
عن أخراك ، أيها الإنسان
اكسبت ما شئت ،إنك راحل
مفارقه ، سيكسبه فلان
و كم من قصور ، أصحابها
زينت رؤوسها التيجان
هدمت القصور و راح أهلها
كانهم ما كانوا
فأين هي أمم طال عمرها
ثم رحلت و غاب السلطان
منها من دمرت بصيحة ، كان
سببها الجور و الطغيان
و منها من ،بالحق كذبت
فأغرها السيل و الطوفان
و كم فيها من طاغية ، كانت
نهايته لغيره عبرة و برهان
من قبل ، رفعت له علامات
و لما علا مات ، صار تحت
التراب ، تنهشه الديدان
ما نحن إلا أحياء ، قبورها
تبنى ، فلماذا ما تبنا ، أيها
الغافل الولهان
سحقا لحياة أعطيناها أكثر
و انشغلت بها الأذهان
صرنا مقصرين في حق الدائمة
من المقام فيها ، إما الفردوس
و الجنان و إما النيران
عبدالمولى بوحنين