( مجاراة لجواب. ).
رسالة من المتنبي إلى حبيبته "على حافة الكبرياء"
أيتها التي لا تسمى إلا سرّا..
كتبتُ الدواوين فحفظ الناس شعري، وارتجّت به المنابر. غير أنّ بيتا واحدا لم يُكتب بعد، هو بيتكِ الذي تسكنينه في قلبي.
يا ابنة الروح، ما عزمت يوما أن أنحني، حتى انحنيت لكِ. وما علمت أن للحب سلطانا أعظم من السيوف، حتى أسرني هواكِ.
إن كنتِ في زمانكِ تقرئين كلماتي، فاعلمي أنّ ما تركتُه من فخرٍ وهجاءٍ ومديحٍ، لم يكن إلا صهيلا عابرا، أما رسائلي إليكِ فهي دمي المسفوك على الورق.
أشهدُ أن كبريائي قد انكسر في حضرتكِ، وأنني –وإن كنتُ سيّد القوافي– لم أجد قافيةً تسعكِ.
فلتبقى هذه الكلمات أمانة في بريد الغيب…
فإذا وصلتكِ، بعد قرون، فاعلمي أنّ المتنبي لم يزل حيًّا، وأن صوته لم يُخلق للشعراء فحسب، بل للعشاق أيضا.
عالم "رسائل من الأزمنة المنسية".
**********************************************
رسالة جوابية
من حبيبة أبو الطيب المتنبي على رسالته " على حافة الكبرياء "
"
" على ضفة الجدول "
أيها الذي لا يذاع له سراً ..جهراً أقول..
ما كان مني من أفول إلا ما كان بالمكيول ..
لم أعش يوماً على هامش قصيدة ، ولم تبهرني ارتجاجات المنابر ، ولطالما كان بيتي مكاناً للبساطة والوفاء والعفوية..ولم يلفتني منحنياً أو منتصباًً لكسب ودي دونما شفافية..
قد تغرق بعض النساء في شبر ماء وعنجهية..لكنني لست منهن ولا ..لا أتفاخر أو اقول اني قوية..
لا داعي لكسر الكبرياء .. ولا التبجح فيما يملكه الأثرياء..ولا الهجاء أو الصهيل في الأرجاء..
فيا سيد القوافي.. ما طرحته لا يوافي ..
حبذا لو تجلس في الفيافي ..
وحدك ، وتعيد النظر بودك..
لا أملك في أسرك إلا أن أصدك..
فبيني وبينك جدول .. لا يملك أحدنا أن يتجمّل .. أو يسد عطش لماضً تحّول..
فذاك الجدول ..
لا ماء فيه !!
راتب كوبايا 🍁 كندا