رائحة قهوة أمي غير
وهناك من يسألني كيف
في الحقيقة هي التي كانت أمامنا تصنع القهوة العربية
التي تحمل رائحة طيبة
وفي الحقيقة أحببنا تلك القهوة بالرغم من أننا لم نتذوقها
نساعد الوالدة على هذا العمل الفني الرائع التي كانت تقوم به على مهل
إنه إتقان ليس بعده عمل يشابه تلك الفترة من الزمن
عندما تجلس ونحن إلى جوارها نشعر بأن هذه السيدة لا تحمل هموما
هذه لمحة سريعة منا بالرغم من أننا لم نكن نعيش صفحة حياتها على حقيقتها
المهم دعونا نعود إلى هذه القهوة التي ما زالت موجودة في عالمي
لا تستغربوا إذا همست في سركم بأني أحن إلى تلك اللحظات الجميلة الرائعة
صحيح أن لها رائحة وبما أننا كان ممنوع علينا إحتساءها
هي كانت فقط للكبار
ولكن ما زلت أتذكر كيف نساعد الوالدة في إعدادها
الوالد يشتريها غير جاهزة نية
وكان عندنا وعاء صغير من حديد أسود اللون له فتحة صغيرة
تفتح وتغلق مثل السحاب حيث نضع القهوة النية
ثم تضعه على النار الهادئة ونحن نحرك هذا الوعاء
فتتحرك حبات القهوة في الداخل على مهل وبهدوء
ومن فترة لأخرى تقوم الوالدة بتفحص حبات القهوة في داخل
هذا الوعاء الذي إكتسب اللون الأسود كحبات القهوة في الداخل
والغريب كانت تعرف متى نضجت حبات القهوة وأصبحت جاهزة للطحن
وتتركها قليلا حتى تبرد ثم يأتي دور المطحنة النحاسية النحيفة الطويلة
ونحن نتناوب على طحنها وفي الحقيقة نتسابق والوالدة تبتسم وتوزع الأدوار
وعليك أن تحتضنها وتبدأ بالطحن
وهنا تنتهي هذه الرحلة الجميلة والرائعة
تحياتي
محمود إدلبي - لبنان