lundi 18 août 2025

حسين بن قرين درمشاكي

ق.ق.ج/رهاب الممر الأخير

على ممرٍ مغطّى بالأوراق الخريفية، وطأ حذاء جلدي ثقيل الأوراق الصفراء، فكان الصوت الوحيد في المكان. يده اليمنى كانت ممسكة بحقيبة جلدية قديمة، تهتز قليلاً مع كل خطوة. رفع يده الأخرى، ووضع قبعة بالية على رأسه، ساحباً إياها للأسفل حتى كادت تخفي عينيه.
توقف أمام شجرة درداء عتيقة. رفع يده ببطء، ولامس لحاءها الخشن بأطراف أصابعه، وظل واقفًا هكذا لبرهة.
فجأة، تحركت أمامه فتاة. كان فستانها أسود، وخصلات شعرها مجدولة. سارت ببطء، وكأنها لا تكاد تلامس الأرض. كانت تنظر إلى الأمام، دون أن تلتفت.
تقدم خطوة، ثم أخرى. مد يده، لكنه لم يلمس سوى الهواء البارد في المكان الذي كانت فيه. رأى بقعة لامعة على خدها، فارتعش قلبه. مد يده مرة أخرى، لكنه سحبها عندما رأى بقعة أخرى تسقط من عينها.
صرخ بصوت أجش: "أنا آسف يا ليلى!"
استدارت، ونظرت إليه. ابتسامة حزينة رسمت على وجهها. وضعت يدها على كتفه، ثم بدأت يداها بالانزلاق، وتتحول إلى ضباب. حاول الإمساك بها، لكن أصابعه اخترقت جسدها الشفاف.
تراجع إلى الوراء، وجلس على مقعد خشبي. وضع الحقيبة على الأرض، وفتحها، وأخرج منها مجموعة من الصور القديمة. كانت إحداها لفتاة تضحك، وأخرى لشخص يقفز. قلب الصور حتى وصل إلى ورقة صغيرة مطوية. فتحها ببطء، وتغيرت ملامح وجهه. ابتسم ابتسامة باهتة، ثم طواها ووضعها في جيب سترته. رفع رأسه، ونظر إلى الممر الفارغ أمامه.

حسين بن قرين درمشاكي
 كاتب وقاص ليبي

بقلم : الشاعر سمير موسى الغزالي

( إِنَّما الرَّوضُ رِضاً ) بحر الرَّمَل بقلمي : سمير موسى الغزالي  في غَدٍ أُنسي وفي أَمسي الهَنا واللّيالي حالماتٌ يا أَنا قَدْ نَهَلنا الح...