( رسالة نثر إيقاعية إبداع حر )
بقلم..مرقص إقلاديوس
.............
في اثينا القديمة
حكموا على سقراط
أن يشرب سماً.
والمسيح عانى كثيراً
وغفر لمعانديه
ومنحهم عفواً.
والحلاج
احرقوه وذروا ترابَه
بعد أن حكموا عليه
بالقتل ظلماً.
لم يكن معاندوهم
يريدون منهم
غير أن يسكتوا.
لكنهم لم يسكتوا
وراح صوتُهم
يتردد دوماً.
ولاتزال الأيام تمر
يا صاحب
ها أنا قد بلغتك
وأنت حر..
طلبوا من سقراط
أن يتراجع عن أفكارِه
وبخطئِه يُقر.
ودبر له محبوه
طريقاً للهرب
ورجوه أن يفر.
لكنه بالخطأ لم يُقر.
ولم يقبل أن يفر.
وعاشت كلماتُه
ومات معاندوه.
و لايزال فكرُه يستقر.
ولاتزال الأيام تمر.
يا صاحب
ها أنا قد بلغتك
وأنت حر.
ومكتوب أن المسيح
جَعل العمي يبصرون.
وجعل الصُم يسمعون.
وظن معاندوه
أنهم تخلصوا منه
واستراحوا دهراً.
وفوجئوا بصوتِه
يدوي في الآفاق قوياً.
و قد بشر
أن من يموت
من أجل كلمتِه
تعيش كلمتُه.
ويعيش بكلمتِه.
فلا موت للكلمة.
ولا موت
لصاحب الكلمة.
و لاتزال الأيام تمر
يا صاحب
ها أنا قد بلغتك
وأنت حر.
والحلاج
كان كل ذنبه أنه كان يريد
أن ينصف المظلومين.
وندد بالسادة جهاراً عياناً
ووصفهم بالظالمين.
فقالوا زنديق زنديق
إقتلوه إنه من المارقين.
ومات السادة
ولاتزال كلمات الحلاج
تعيش في قلوب الكثيرين.
ومنهم من إنتهج طريقَه
وصار من المتصوفين.
و نفى عنه كثيرُُ من الكتاب
أنه كان من المارقين.
ولاتزال الأيام تمر
يا صاحب
ها أنا قد بلغتك
وأنت حر .
تكلم
تكلم كما تريد.
واجعل كلامَك علماً وحكمة.
واجعل كلامَك أدباً وفكرة.
واجعل كلامَك فناً وعبرة.
واجعل كلمتَك لله تسبح
وبعظمتِه تُقر.
واجعل كلمتَك تنشر الخير
وتقتلع الشر.
واجعل كلمتَك للنفوس تُفرح
وللقلوب تَسر.
يا صاحب
ها أنا قد بلغتك
وأنت حر.
......
ملاح بحور الحكمة