✍️ بقلم الشاعر: عبدالكريم قاسم حامد
24/8/2025
أنا الرملُ…
ذاكرةُ الأرضِ في قبضتي،
صوتُ القرونِ في ذراتي،
أحملُ وجوهَ الأنبياءِ وهم يعبرون،
وأحتضنُ دموعَ المقهورينَ وهم ينهضون.
أنا النخلةُ…
جذوري في دمِ الشهيد،
وسعفي يكتبُ ظلَّ العزةِ على الشمس.
سقاني الدمعُ المالحُ،
فأورقتْ راياتٌ عالية،
تتمايلُ في الريح
ولا تنحني.
أنا البحرُ…
أخفي في لجّتي أسرارَ أمةٍ،
أبحرتْ سفائنها بالضياء،
لكنها عادتْ بلا شراعٍ،
وبلا رُبّان.
أيا أمتي…
كم مرّةً نهضتِ من رمادكِ؟
كم مرّةً ذُبحتِ على مذبح الفجر؟
لكنّكِ لا تموتين،
صوتكِ ينفجرُ من الحجارة،
ومن عيونِ الأطفال…
كأنها شمسٌ تُكسرُ في المرايا
لتوقظَ النهار.
لا تقولي: انتهينا.
فنحنُ البداية.
والبدايةُ لا تُهزمُ وإن طالَ العذاب.
نحملُ بين الضلوع
شرارةً لا تنطفئ،
ونرسمُ في وجهِ العاصفة
خريطةَ الأرضِ والإنسان.
سلامٌ… لا نريدهُ ذلًّا،
وحربٌ… لا نريدها انتقامًا،
لكننا نريدُ حقًّا…
والحقُّ لا يُشترى،
ولا يُباع.
أنا الشاعرُ…
أكتبُ على جدارِ الزمن:
هذي أهازيجُ الرمل،
ستبقى
ما دام الرملُ…
وما دام الدمُ…
وما دام الإنسان.