بقلم إبراهيم العمر .
لو أن حضورك يستطيع أن يذيبني،
أن ينسجني في جوهر كيان آخر،
كيان وُلد منك، صاغه نَفَسك،
قادر أن يبقى إلى جانبك بلا نهاية،
يضمك في الليل كصلاة صامتة،
ويحبك في وضح النهار كقربان مقدّس.
كيان لا يعرف الخوف،
يجهل كل شيء سوى الحب والفرح والابتسامة،
يسهر ليحكي لك أساطير الروح،
يغمرك بالحنان حين يحلّ الشتاء،
ويحميك من ظلال العالم
حين تسيرين، نورًا هشًا، في الطرقات.
أكتب لكِ، لا لأخبرك بشيء جديد، بل لأهمس بما تعرفينه دون أن يُقال.
أريد أن أكون النفس الذي يتسلل بين أنفاسك،
أن أكون السكون الذي يختبئ في عينيك حين تسرحين بعيدًا،
والضوء الذي يراقص بشرتك عند أول خيوط الفجر.
لن أكون رجلًا يمرّ، ولا ظلًا يتبعك،
بل حضورًا ناعمًا، خفيًا،
كصلاةٍ لا تنتهي، كدعاءٍ لا يُنسى.
سأمشي في أفكاركِ دون أن أُربكها،
وأستقر في قلبك كسرٍ قديم،
أحرس روحكِ من كل تعب،
وأخدم ضيائك كما يخدم العاشق حلمه.
أحبكِ بصمتٍ لا يحتاج إلى كلمات،
وبشغفٍ لا يعرف ضجيجًا،
أحبكِ كما تُحب الروح نورها،
وكما يحب القلب من يسكنه دون شرط.