اليوم جال بذهني موضوع كنت أود الحديث عنه منذ زمن طويل، ولكن في كل مرة أمنع نفسي حتى لا أثير الجدل، وفحوى هذا الموضوع سؤال:
هل بلغت التفاهة مبلغها إلى هذا الحد؟
أتعجب من هؤلاء الذين يقطعون المسافات لأجل التقاط صورة مع أحد الرعاع، سواء كان ممثلا أم مغنيّاً أو احيانا لاعب كرة ... الخ
الأغرب من ذلك أنك تجد طبيبا أو مهندسا أو حتى أحيانا أستاذ بالجامعة ضمن هؤلاء التافهين،
وتراه ممتنا أن أحد هؤلاء الرعاع أو إحدى العاهرات وافقت على التقاط صورة معه أو قام بنشر شيء يخصه، أو حتى وافق على طلب صداقة وغير ذلك من هذه التفاهات، وتراه من فرط السعادة يحتفي بذلك وكأنه انتصار.
أنا لا أخترع من خيالي ولكن أتحدث وفق مواقف كنت شاهدا عليها، انقلبت الأمور واختلط الحابل بالنابل، وصار التافهون يتصدرون المشهد وأصبحوا قدوات للشباب المغيب، وليس عالمنا الافتراضي هذا من ذلك ببعيد، فمن الناس من يعتبر أن الحصول على إعجابات أو تعليقات أو أي نوع من التفاعل وكأنه فتح مصراً من الأمصار أو أتى بما لم يستطعه الأوائل، بل الأدهى أن الأمر أصبح يحاك له مكائد ومؤامرات، وتشحن النفوس وتمتلئ بالضغائن لأجل أشياء لا ترتقي حتى أن يقال عنها تافهة، أخيرا أقولها لنفسي أولاً وللجميع ثانيا: استقيموا يرحمكم الله وكفانا عبثا.
لنتوقف عن جعل الحمقى مشاهير، والجهلاء أعلاماً.....
سعيد صلاح محمد