في ليالي آب الحارقة
حيث الهدوء والصخب يتعايشان
والأجساد منهكة من حر النهار
ولفح الشمس وعياء الفصول
خرجت إلى العلن فتاة شقراء
متحدية كل قيود الجاذبية
معلنة عن تكسير الحدود
مجردة من كل شيء
وشاح أصفر يغطي بعض الخصلات
ضفائر تتدلى على الارداف
عيون كالمها ورموش كليوباترا
شفاه أحدثت شقوقا في المحيط
جسد مندفع نحو المجهول
رغبة فاقت قوة ثمانية أحصنة
عطر يفوح من بين الأنامل
تذكرني بأنوثة الشام وجمال الأناضول
بسحر بغداد وعذوبة أصفهان
كم أنت مؤثرة أيتها المتعجرفة
خرقت كل القوانين الإلهية
تحتسين الخمر من أفواه الطغاة
تتلاعبين بمشاعر الأبرياء
تحطمين قيود الكبرياء والحياء
ليتك تتوقفين عن قهر الشعراء
تمهلي قليلا عودي إلى رشدك رجاء
انتظري ذلك الفارس النبيل
الذي كان يزور شرفتك كل صباح
ليحمل أحلامك على فرسه الأصيل
وترحلا سويا إلى جزيرة الريحان
حيث الحب والأمان
رشيد اكديد