بقلم صلاح الشتيوي
ليسَ الرصاصُ ما يقتلُ
بل الصمتُ الذي يليه
وحينَ يُخرَسُ الصوتُ
تختفي الحقيقةُ في قبرٍ بلا شاهد
صوتٌ أُخرِس… لتُغتال الحقيقة
صوتٌ آخرُ أُخرِسَ
فغابت الحقيقةُ في عتمةٍ بلا فجر
طلقةٌ باغتت الحبرَ
فنزفت الجرائدُ دمًا
وتساقطت الحروفُ على الأرصفةِ كالشهداء
قُتِلَ انس وشريكه محمد… و237 آخرين
بدمٍ باردٍ كثلج المقابر
لا جرمَ لهم
سوى أنهم حملوا مرايا
تعكس قبحَ القاتل
وتفضح وجهَ الظلم
أيها القاتل…
هل تظن أن قتلَ الصحفي يقتلُ الكلمة؟
هل تظن أن إخمادَ الصوت يُخرسُ الضمير؟
الحقيقةُ لا تموت
هي تُنفى قليلًا… لكنها تعود
تعود بصرخةِ الأحياء
وبحبرٍ أشدَّ سوادًا من ليلك
لكل صحفيٍ شهيد
قلمٌ يتيمٌ ينتظر يدًا جديدة
وصورةٌ عالقة في قلوب القرّاء
وأمةٌ تحفظ اسمه
لتقول للعالم:
قتلتم الجسد… لكن الروح باقية
والكلمةُ باقية… ما بقيت الأرض
من يقتل الصحفي… يفتح قبرًا للحقيقة،