dimanche 24 août 2025

بقلم الدكتور عوض أحمد العلقمي

وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر  

 بقلم الدكتور عوض أحمد العلقمي   

  يحكى أن قبيلة كبيرة سادت ذات يوم ، وحكمت منطقة ساحلية تمتد من مضيق ملتقى البحرين إلى الحاضرة الجميلة التي تقع على ذلك الخليج المربح ، وبعد حقبة من الزمن ، جرى على هذه القبيلة مايجري على غيرها في هذه الحياة ، التي لايستقر لها قرار ؛ إذ تجدها ترفع قوما وتخفض آخرين ، بل تجدها بين الفينة والفينة في صعود وانحدار . الأمر الذي فاجأ هذه القبيلة ؛ إذ أصبحت ، بين عشية وضحاها ، ديارها العامرة ، وحصونها الحصينة ، ومواضع نفوذها وسيطرتها أثرا بعد عين ، بقي منهم عدد لا يتجاوز أصابع اليد ، ربما كانت الحكمة من ذلك حفظ الاسم وتذكير القصاصين والمؤرخين ، رحل أولئك النفر تحت جنح الظلام إلى جبل منيع ، لعله يحميهم من مطاردة الأعداء ، ويعصمهم من مياه الخليج ، وبعد برهة من الزمن تكاثر القوم ، وانتشروا في المناطق السهلية ، المحيطة بذلك الجبل ، وأصبحوا حكاما لقاطنيها . 
   كان أحدهم يدعى معيد ، ولما عرف به من دماثة الخلق ، وحكمة في التعامل مع الرعية ، ودهاء في الفصل بين نزاعات القوم ، فضلا عما يتمتع به من الحلم والكرم والشجاعة ، في المنطقة السهلية التي تقع جنوب الجبل ، الأمر الذي جعل القوم يجمعون على أن يسوسهم ويتولى أمرهم ويكون على رأسهم ، امتد الأمر به وبأولاده ثم أحفاده في إدارة شؤون القوم عقودا من الزمن ، وأهم ماكان يميز معيدا وعائلته تمتعهم بالتقوى والورع ومراقبة الخالق .    
   كعادتها الدنيا لم تترك للقوم حالهم ؛ إذ جاءت الأقدار بقوم أعداء لكل ذي دين وأخلاق ... أعزائي القراء نلتقي في الحلقة القادمة من السردية ...

يا بحر محمد هالي يا بحر.. أمامك اليوم كتبخر الرؤيا من العلو، تشمرت في مكان ناء من الموعد، عن تبخر الموقد و ذكريات شي السردين على السطح،  تُف...