لكل مرحلةٍ لها أحلامٌ ومتطلبات
فالطفولة براءةٌ وألعاب
ويتعلمُ فيها المحاكاة ويلعبُ بالدُمى والجَوال
ويعرفُ منها كيف يُصارعُ الحياة
وللمراهقة لها علامات للأنثى الدلال
والفتى يشعر بغرائزِ الرجال
وكلاهما تدق قلوبهما والخيال
ويميزها التهَور والإنفعال وعدم الثبات
متأرجحون بين البراءةٍ وثَوْبً الكبار
والنفس في تَوْهان محتاجة ثقة وأمان
إلى أن يهدأ الطوفان وتبدأ مرحلة النضج والانفتاح
ويتبدل الخيال إلى واقع الحياة
لتحقيق الذات والصراع مع الواقع بالإجتهاد
ومنهم مَن يهوىَ في القاع
وينغمسُ في اللهو والمخدرات واللامبالاة
ولا يَفيقُ إلا بعد فوات الأوان بدعوة الأحباب
أو هدى من الله لحُسن النيةِ والتَوْبة من الحرام
ويبدأ طُور الرغبة في الإستقرار وتعمير الدار
وتحمل المسؤوليات بالجد والكفاح
وتدور السنون في ثوان
ويجد نفسه يفعل كما فعل الآباء
ويضحي بنفسه لإسعاد الأبناء
ويدور في ساقية المتطلبات
ليبني عشاً كُلّهُ هَنا واستقرار
ويصير الشعر الأسوَد أبيض كالنهار
والقامة منحنية مسنودة على عكاز
ويصير البريء عجوز له أحفاد
ويبدأ الضعف والهوان كما بدأ في أول الأطوار
محتاج لِحنان واهتمام من الأحباب
الذي ضحى من أجلهم سنوات
إلى أن يأتيه الأجل ويصبحُ ذٍكريات
هكذا الحياة أطوار كما بدأنا نرجع في هَوان
فأحسنوا الأعمال ولايَغُرَّنكم الجاه والسلطان
فإن دار الحيوان لهى البقاء
وكل شيء فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام
ومن جد وجد فأحسنوا الأعمال
ولاتنسى ربك بحسن الختام
بقلمي عزة ناصف