نصّ بقلم: د. عبد الرحيم جاموس
ليتذكّروا...
أنَّ الجلادَ لا يخلعُ ثوبَه،
وأنَّ الدمَ إذا صرخَ في شوارعِ غزّةَ ...
يصحو التاريخُ من سباتِهِ،
ويهتفُ:
ما زالت الضحيّةُ تنزفُ،
وما زالَ السيفُ مرفوعًا ...
فوقَ رقابِ القَتَلةْ....
***
ليتذكّروا...
أنَّ أوجاعَ الأمهاتِ ...
ليست أرقامًا في نشراتِ الأخبار،
بل نداءٌ يطرقُ جدارَ الضميرِ ...
حتى ينهار...
***
ليتذكّروا...
أنَّ الأطفالَ في المخيّماتِ ...
يحملونَ أحلامًا أكبرَ من الأسلاك،
ويكتبونَ بالدمعِ نشيدًا ...
لا تمحوهُ دباباتُ الليلْ،
ولا طائراتُ النارْ...
***
أيُّها العالمُ الأعمى...
كم هربتَ من مرآتكَ،
وكم استبدلتَ الحقيقةَ ...
بدمىً من ورقٍ،
وغَضَضتَ الطرفَ عن جُرحٍ ...
يُشرعُ أبوابَهُ ...
في وجهكَ كلَّ صباح...
***
ليتذكّروا...
أنَّ الضحيّةَ لنْ تصمتَ،
لنْ تُساوِمَ على وجعِها،
ولنْ تبيعَ حقَّها في العدالةْ...
***
فالصرخةُ من غزّةَ ...
تملأُ الأكوانْ،
والنارُ من تحتِ الركامِ ...
تكتبُ وصيّةَ الشهداءِ:
لا عدلَ بلا حساب،
ولا سلامَ بلا قصاصْ،
ولتسقطْ كلُّ ضمائرَهم الميتة..!
الرياض / الثلاثاء
19/8/2025 م