dimanche 10 août 2025

( الحلم والجلّاد )

كمْ قـهـقَـــهَ الحلمُ المُغمّسُ بالجمرْ
وجرى سرابـــا تحتَ أطيافِ القمرْ

حلمٌ يطأطئُ رأســـــهُ متوسّــــــلا
مِنْ أنْ يُداسَ على شفيرِ المنحدرْ

يا مَنْ شربتَ الكأس أنخابــــا على 
قيءِ المُعنّى في غيــاهيـبِ القهــرْ

وســلبتَ منهُ كرامــــــةً قد أثخنتْ
فيها المخازي في سـراديبِ الأسـرْ

حتى انتشيتَ ورُحتَ تهتفُ قائلا:
هيّا اســـتغيثوا يا صعاليـكَ البشرْ

كـــــمْ كان حقدُكَ ماثــلا مُتوغّـــلا
في جانبيـكَ وأنتَ تحدو بالظفـــرْ

أمعنْتَ في التعذيـبِ والقتـلِ الذي
صرختْ له الأُمّـات من تحتِ القبرْ

وفتكتَ في عِرضِ الحرائرِ جهــرةً
وولغتَ كالـكلبِ المُلـطّــــخِ بالقذرْ

فلقد جنيتَ على العبــــادِ بنقمــــةٍ
وأذقتهــمْ كأسَ المرارةِ والذعـــــرْ

ونسفتَ أحلامـــــا تنامتْ بينهــــم
مَنْ ظَلَّ حيّـــــــــا قد تجلّد بالصبرْ

أو قد تأبّط نعلَــــــــهُ مُتوجّســــــا
ينحـــو لدربٍ قد تفـــرّد بالخطَـــرْ

قد هامَ في الأصقاعِ يخنقُهُ الأسی
وتلوكُهُ الآهاتُ من وقْـعِ الســـــفرْ

أو صارَ طعمـــــا للوحوشٍ بغابـــةٍ
أو باتَ أشــــــلاء بأعمــــاقِ البحرْ

تبّـــــا لمَنْ جعلَ الكراسي مَغنمــــا
وأحاطهـــــــا بالتافهين من البشــرْ

لا زال أولاء اللئــــــام بقيظهــــــمْ
يتهافتون على ســـــرابٍ مُنتَظَـــرْ

كالحيّةِ الرقطاءِ تنفثُ ســــمِّهــــــا
بنسيجِ شعبٍ تحت رايـــاتِ الظفرْ

ألِفوا التبخترَ بين أشــــــلاءٍ غدتْ
للنــــــــاظرينَ علامـــــــةً للمنتصرْ

يا أيّهـــــــا الجــلّاد حظّــــك عاثرٌ
أوَما خشيتَ اللهَ في يومِ الحشـر

أو قد يُعجِّــــلكَ العــذابُ وأنْ ترى
ذاكَ الذي ألهبْتـــــــــهُ عند الســحرْ

يسقيكَ من نفسِ الكؤوسِ لترتوي
ويريكَ خِزيــــا ســـامهُ يومَ الأسرْ

قد شاءَ ربُّ العرشِ أن يقتصَّ من
كلّ الذين أسـاءهــــــمْ يومُ النصرْ

بقلمي: خالد محمد إبراهيم/سوريا
          منبج / التوخار
____________________________

لماذا نلوم العرب مقال سياسي وتاريخي  ......... في عام ١٩٢٩ م .... بدأت نواة جيش السلام الذي تشكل في القدس و شكلته قيادات عربية مقدسية ظاهريا...