بقلم : السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد - مصر ٠
في البداية و مما لا شك فيه و لا جدال أن (الشعر ) قد أصبح وثيقة تاريخية وذاكرة للأمم فى كل العصور ، بل و أصدق في نقل التجارب داخل الفكر و الوجدان ، و من ثم أصبح الشعراء أصدق و أوفى في نقلهم لرسالته الفنية و المجتمعية ، و التي تختصر صوت الحياة القوي ، و لِمَ لا فهو صدى الأحداث و الوثائق ، و من ثم صدقت مقولة ( الشعر ديوان العرب ) علمهم الأول الذي يسجل و يروي أيامهم و تاريخهم بكل الخصائص و المتغيرات ، الحرص على ملازمة تناول القضايا التي تشغل هموم و حلم الشاعر كالنهب المتدفق ٠
في إطار الموهبة و صقلها بالقراءة و التأمل ، بجانب جمال الطبيعة و الجنوح إلى الخيال الرحب في إنطلاقة بلا حدود ، لترسم لنا لوحة جميلة بالكلمات و بكافة الظلال الفنية لوحدة القصيدة ، كل هذا داخل عملية بناء النص بخائصه التراثية مع لمحة تجديد و ابتكار ، مع التطور في الإتجاه شكلا و مضمونا ، و مع عدم إغفال لعنصر الموسيقى و الإيقاع الذي يوقظ المشاعر بين المعنى التعبيري و الصورة ٠
و من ثم يظل الشعر الفن الأول من فنون الأدب العربي ، حاملا رسالة الإنسانية في شفافية بمثابة مرآة تعكس الواقع و الخيال بين الحلم و الألم معا ٠