samedi 16 août 2025

الحب والمال والاهتمام واستمرار العلاقات الزوجية ///بقلم الشاعر جمال القاضي

الحب والمال والاهتمام واستمرار العلاقات الزوجية
بقلمي جمال القاضي

نعلم جيدًا ان العلاقات الزوجية تبني اساسًا على الحب، لكن ليس بالحب وحده يجعلها تستمر، ولو بحثنا في سبب فشل هذه العلاقة فاننا سوف نجد ان هنا عوامل آخرى لها لكي تستمر غير الحب، فربما كان هناك زواجاً تقليديًا وقد استمر للنهاية دون انفصال ، وغيرها كان نتيجة ارتباط بعلاقة حب لكنه كان فاشلًا وانتهى قبل أن يبدأ

لكننا سنعيش لحظات قصيرة مع اسباب الاستمرار او الفشل للعلاقة الزوجية 

نعلم ان العلاقات مابين الاشخاص وخصوصا علاقة الارتباط مابين الرجل والمرأة باشكالها المختلفة سواء فترة ماقبل الزواج او مابعد الزواج والمفترض لها في الأساس ان تبنى على مجموعة من العوامل التي تجعلها تستمر للنهاية ومن هذه العوامل الحب والصراحة بالاضافة الى الجانب المادي الذي يدعم هذه العلاقة وجميعها سوف نتحدث عنه تفصيلا

وعن العامل الاول وهو الحب 
فكان السبب فيه هو انجذاب احد الأطراف بالطرف الثاني لرؤية ماعليه من احد الصفات المحبوبة والتي يرغبها في شريك او شريكة حياته وهذه الصفة التي رآها هي التي جعلت القلب ينبض بالحب تجاه هذا الشخص ويتعلق به، كما جعلت الشخص يعيش نوعا من الراحة النفسية والقبول الكلي للطرف الآخر، الأمر الذي جعله قد يغمض عينيه عن اي صفة آخرى في هذا الطرف وكانت من الصفات الغير مرغوبة، كما جعلت العقل يعيش متعمدًا في نوع من الغفوة عن التفكير او التحليل لباقي الصفات الشخصية خوفًا من فقدان الشخص وبالتالي انهيار الحب .

اما عن الصراحة
نعلم جيدًا ان الصراحة وعدم الكذب يعطي الثقة في الشخص، لأن الصراحة في التصرف والفعل تعكس حقيقة مانراه من افعالك او تعطي قبولًا مطلقًا للشخص عند غيره، لكننا ولخوفنا من فقدان مانحب دائما نعيش في محاولات الظهور بالجانب الايجابي فقط ونخفي عيوبنا أثناء التصرف عن غيرنا طالما كانت العلاقة مازالت علاقة قبل الزواج، وهو مايشبه السلوكيات التي يبديها المضيف وأسرته أمام الضيف، فهل رأينا زوجًا يقوم بسبب زوجته او اهانتها او اهانة احد أبنائه أمام هذا الضيف ؟ حتما سيرى الضيف اجمل الصفات طالما قصر الوقت في الإقامة ولم يرى الجانب الآخر المخفي بتعمد من المضيف عن الضيف الا حينما تطول مدة الإقامة لان التجمل لايعيش طويلًا ، وهكذا لطرفي الارتباط بعد الزواج فهذا الذي كنا نرى منه او منها اجمل الصفات قبل الزواج صار بأسلوب مختلف، صار شخصًا مختلفًا تمامًا عن ما كنا نتعامل معه، لقد تغير الأسلوب تمامًا، حيث صار مايشبه شاشات تعرض لنا 
مايدور داخله بصراحة دون زيف، بات يشتم ويهين ويظهر صوته العالي وسوء كلماته وقبل الفاظه وتندني طريقته في التعامل مع كل من حوله وأول هؤلاء هو من كان يظنه غير ذلك من حسن لخلقه، فقد تبدل الآن ولم يعد هو كما كان من قبل فيصدمه الأسلوب وتوثقة التعاملات، ليعيش هذا الطرف المصدوم فيما يراه من الطرف الآخر وسط العديد من التساؤلات والحوار الداخلي سائلا نفسه وقائلًا لها: هل هذا هو من أحببته ؟ ليس هذا هو الشخص والشخصية التي رغبتها فكيف خدعني بأسلوبه ؟ لكنه يحاول ان يقنع نفسه بمبررات واجابات ربما قد تجعله يستمر، لكنها إجابات ومبررات يراها غير كافية للقبول بسلوكيات تنافي مع ماكان من تصور عنه من قبل فيكون بالنهاية امر الفشل وعدم الاستمرار امرًا حتميًا يقضي على هذه العلاقة .

العامل الثالث وهو العامل المادي
ليس الحب وحده وليست الصراحة وحدها مايجعل العلاقة الزوجة تعيش وتتنفس وتستمر للنهاية، لكن اذا كان الحب هو وقود الروح والقلب فان المال هو الوقود اللازم لاستمرار الجسد لضروريته لإشباع رغباته وشهواته، وهذا المال هو العامل الثالث من العوامل الضرورية واللازمة لإستمرار العلاقة الزوجية، وربما يسأل البعض وكان محقا في سؤاله عن كيف يكون للحب فائدة والزوج لايستطيع ان يفي بكل او بعض من وعوده التي وعدها لزوجته قبل الزواج من تلبية لرغباتها وتوفير اجمل الثياب والذهاب للأماكن السياحية وتناول وجبات العشاء في افخم المطاعم كما وعدها سابقا ؟

كيف يستمر الحب وقد جلست الزوجة تقارن حالها بحال غيرها من الزوجات وهذا زوجها بات ثملا أمامها من كثرة الادمان ؟ كيف للحب ان يعيش وهذا الزوج ينام ليلًا ونهارًا تاركًا زوجته تتسول من اجل ان تطعم اولادها الجياع بل وتطعمه هو الآخر ؟ كيف للحب ان يعيش وقد جعلها تبيع شرفها وجسدها غصبا عنها من أجل أن يسهر هو بالمال ليلة مع اصحابة يتناولون الخمور ؟ كيف لحب ان يعيش وهؤلاء بناته يذهبون بملابس ممزقة ومرقعة إلى مدارسهن او للحضانة وهم يجلسن بحيرة على مايرون من زميلات لهن يذهبن الي المدرسة او الحضانة بسيارة يقودها سائق خاص إلى هناك وبرفقة احد الوالدين احيانا ومودعها بابتسامة؟

 كيف يعيش الحب وهذه الزوجة تقضي عليها حسرتها حزنا على نفسها وهو تبيع آخر مالديها من قطعة ذهب كانت ترتديها في اصبعها ليعلم من حولها انها امرأة متزوجة فقط لتشتري سريرًا او فراشًا ينام عليه أبنائها؟ كيف يعيش الحب وقد كانت كل الوعود لمن ازوج لزوجته من قبل قائلا لها غدا سأقطف لك نجمة من السماء، واليوم قد أتى وبعد الزواج ورغم مايملكه الزوج من المال لم يعد يعطي الزوجة القليل منه لتشتري له مستلزمات تعد بها وجبة غذا طلبها او رغب فيها قائلا لها حين تطلب منه هذا المال ليس هذا شأني وعليك أن تدبري امرك بأي شكل كان ؟

 كيف يعيش الحب وقد صار الواقع من البخل يحكي أقبح الصفات التي لم ترغب فيها ابدا أي امرأة في هذا الكون ؟
حتما سوف يموت الحب وتنتهي قصته بنهاية مؤلمة يفترق فيها البطل والبطلة بلاعودة او رجعة او امل في ذلك .

ان الحب وحده ليس هو العامل الذي يجعل الحياة في الارتباط مابين الزوج وزوجته تستمر رغم ضروريته لاستمرار هذه العلاقة، 
لكن يجب تدعيمه دائمًا بالصراحة والمال والاهتمام والتقدير وفهم الآخر وتقديره كإنسان واعطاءه اامساحة والمكانة التي يستحقها ويظهر له وامامه مدى محبته له لا ان يحبه ويخفي عنه هذا الحب قائلًا الحب بالقلب كما نسمع من بعض الازواج خوفا من عدم التقدير له او ضياع الهيبة والمكانة كما يظن بعض الأزواج
في المجتمعات الشرقية .

كما يجب علينا أن نعلم جميعًا ان القلوب تعيش على الاهتمام فان فقدته وفقدت الشعور به فانها ستذهب بعيدًا لتبحث عنه عند غيرك، فلاتجعلها كطير تنظر من السماء لرجل وهو ينثر لها بذرًا فتهبط لتراه وقد نثر لها كذبًا وسرابًا فتعود محلقًة لأعلى بلاعودة لنفس المكان، فلاتبخل ان كنت تستطيع، ولاتعد ان كنت تدرك بأنك غير قادر على ان تفي بوعودك، وكن على حقيقتك في التعامل فان لغيرك عقل يقارن وعين ترصد وترى، ولاترتبط بأحد ان كنت لاتملك المقومات التي تجعلك تستمر، وعليك أن تعلم أن القليل من الحب والكثير من الاهتمام والقدر اليسير من المال ستبقى بقبول يجعلك تعيش في قلب من تحب، وبدون كل هذا فإنك بذلك تطلق الرصاصة التي تقضي بها وبيديك على العلاقة مابينك وبين زوجتك، ولاتنسى انها انسان كما أنت انسان ومايؤلمك يؤلمها ومايسعدك يسعدها فاعطي لها ماتستحق لتأخذ ماتريد وماتتمنى، ولاتبخل ان كنت تستطيع العطاء فان البخل 
نار ترمد الحب .

د. مكرم محمد

.............. شهد الحب ............ مليكتى .. يامن بيديك شهد الحب تسقينى و بحنان قلبك الفيَّاض غمرتينى كم سعيِّتُ لأحظى منك بـوصالٍ يعوضنى ...