samedi 2 août 2025

حداد الروح

زكاة النفس حدادها على نفسها، ذلك بما سمحت بدخول الخذلان لها.
تُجَمِّر الذات على نار الفراق أو الخذلان أو الثقة في غير مكانها الصحيح.
بعد هذه الرحلة، تحتاج النفس للحداد على سنوات العمر التي أنفقتها على حساب راحتها، بعضها في إعطاء أولوية لرضا الآخرين، وتقبل كل أخطائهم، وإظهار التقبل لكل شيء على حساب النفس والقناعة، في سبيل إرضاء غرور الآخرين.

لكن عذرًا أيتها النفس المعطاء، من أراد الحب والشعور بطرفة العين يشعرون بالرضا والامتنان، والذين يريدونه الجحود والجفاف، لو أشعلت الأنامل بكل عددها لا يفرق شيء عندهم، لأن لديهم قناعات مسبقة وشعورًا مبنيًّا، وحواجز لا تنهَدّ بالمعروف، ولا بالطيب، ولا بالمحبة.

بناء جسور الوصل معهم كمحاولة تبليط البحر دون جدوى، وكل محاولة تُحسب تبريرًا، وكل تقبّل يُحسب خضوعًا، وكل تجاوز يُفهم ضعفًا.

لذا، التقطي أنفاسك أيتها النفس المتعبة، ووَفِّري جهودك بتقبل الواقع، وقياس الأمور بواقعية المعطيات، مهما كانت صغيرة.
دومًا توجد مساحة صغيرة من الكبرياء بعدم تقبل جحود الآخرين، ونغض البصر، ونقنع أنفسنا بحجج وأعذار واهية حتى نجمل الصورة. وماذا بعدها؟

هل تغيّر شيء؟
هل ممكن إعادة النظر للصورة بطريقة شمولية أكثر لجعل الصورة أوضح؟
بعد التقبل فقط، ومحاولة فصل العواطف والشعور لبعض الوقت فقط،
نستطيع فقط حينها رؤية الأمور بالمنظور الصحيح لها، وبكل ما تتصف به.

لذا، يا أيتها النفس، لا ضير من حب النفس أولًا، فهذا ما يجعل اعتزاز الروح بروحها، ويقدّس مكانتها.
ولا ضير من التقصير مع من لا يستحق، فمن أحبّ أعطى العذر وألف حجة.
ولا ضير بعدم تحميل النفس فوق طاقتها في سبيل إرضاء الآخرين،
فإن كان رب العزة ينهى عن تحميل النفس فوق طاقتها، فكيف بنا نحجد حق أنفسنا بأيدينا؟

وإن كنا نسعى لإرضاء الآخرين والخوف على مشاعرهم،
فما الحكم للنفس التي تشهد علينا، وبقصورنا نحوها في العرض الأكبر؟

كن رحيمًا مع نفسك، وبعدها مع الآخرين.

دلال جواد الأسدي

زياد ..  أما حين ترجل للمرة الأخيرة  ترك وراءه المجد الخالد والعفوية  حيث تململت القفشات الصائبة وباتت غائبة  وأخذت مع رياحها العبقرية والجر...