jeudi 11 septembre 2025

الأديبة والروائية د.جعدوني حكيمة نينارايسكيلا

بوصلة العشق..

الأديبة والروائية د.جعدوني حكيمة نينارايسكيلا.

هذا غرامك في عيونك قد بدا
قولي: أُحبّك، لا تكوني مُتردَّدا

كلّ الـــزهور تقولها بعبيرهــا
ويقولها العصفور إن هو غــرَّدا

قوليها لأعرف أن حبّك لم يكن
حلمــاً إذا طلع الصبــاح تبدَّدا

قوليها لأعرف ما حدود إرادتي
فيما فعلتُ ومــا سأفعله غــدا

قوليها فإن المستحيل على يدي
سيكون بالإمكانِ أن يتجسّدا

قولي صباح الخير أو سلّمي بها
ليبقى حبّك في دمي متوقّدا

قوليها بشكلٍ ما أَلفت سماعه
إن كنت تأبيْ أن تكوني مُقلِّدا

إني سئمت الانتظار فلا تدعْي
قلبي على أعصابه مترصّدا

لو قلتها لجعلت منك مبرّرا
لأقول: إنّي لم أخلق سدى أبدا

وأقول: إنّ اليوم يوم ولادتي
وبأنّ عمري مذ نطقت بها ابتدا

كيفَ التقينا والدروب كثيرة؟
ولصوتنا في الليل أكثر من صدى

والليل أطفأ في السماء نجومه
نجما فنجما ثم أوغل في المدى

ما زلت أذكر حين أيقظني الهوى
كيف اندفعت إلى الطريق بلا هدى

وخطاي تسألني: أتعرف اسمها؟
أو أيّ شيء عنها كي تتأكّدا؟

فيجيبها قلبي بصوت هادئ:
سأكون بوصلة، ودربا مرشدا

في الحبّ تلتقي القلوب ببعضها
قبل الوجوه، ولا تخون الموعدا

ولقد وجدتك حيث ما واعدتني
ووجدت نفسي إذ عرفتك جيّدا

فائذني لقلبي أن يؤجّل بوحه
لك ساعة، أو ساعتين، ويرقدا

وائذني لروحي حين تنهي طقسها
في عشقها بين يديك أن تمدّدا

فالكلّ أجهده المسير ولم يجد
دربا إليك من الدروب معبّدا

أنت التي أهديتني حرّيتي
وهويّتي، وجعلت منّي سيّدا

وأعدت لي فرحي وسحر طفولتي
من دون أن تدري، ولا أن تقصدا

أنت التي لولاك عشت بلا غد
وبقيت في الأمس البعيد مقيّدا

أو كلّما أبدعت فيك قصيدة
كلماتها خرّت أمامي سجّدا

واستحلفتْني بالذي هو بيننا
أن أنتقيها في القصيد مجدّدا

خذيني إلى دنيا هواك فإنني
سأعيش في محرابها متعبّدا

خذيني إليك، فلو أضعتك مرّة
أخرى سأُصبح بالضياع مهدّدا

خذيني إليك، ولا تعديني كالذي
يعطي الغريق وعوده أن يمدّ يدا..