jeudi 11 septembre 2025

ها هوَ أيلولُ يطلّ،
ويُلوّحُ بظلالِه الحزينة،
يُؤجِّجُ الذكريات،
فتنهمرُ كالغيثِ الهطول.

تتسابقُ،
وتتدلّى غيمًا من أهدابِ السماء،
كفرسٍ تصهلُ في وجهِ الحقول.

تنحني…
وتَمدُّ يدَها لقطراتِ المطر،
لَهفةً وشوقًا ينسابُ في كفِّ الذهول.

شهرٌ يغدو فيه الريحُ نشيدًا،
ويغدو فيه الصمتُ حنينًا مرتجفًا
يُراقصُ سرابي المجهول.

هفيفُ النسيمِ يُعزفُ لحنَ الغيم،
ويخطّ المطرُ كلماتِه على الأرصفة…
روايةٌ لا تكتملُ إلّا بين أنفاسِ الفصول.

أيّها الشهرُ المُثقَلُ
بلهفةِ الثرى وحنينِ الدروب،
وحدَك تجعلني طفلةً أغفو
بين وشوشاتِ غيمِكَ الخجول.

تَرسُمُ على مرايا الروح
قوافلَ من شَجَن،
تُبقي في الذاكرةِ أثرًا لا يزول.

بكلِّ قطرةٍ… نبضةُ حنينٍ صامتة،
وبكلِّ ارتعاشةِ غيمٍ قصيدةٌ
لا تُقالُ إلّا في حضرةِ أيلول.

فاطمة مستل