لم يكن ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم مولد فرد عادي أو رجل من الرجال،
بل كان مولدا للإنسانية وفجرا أشرق على الدنيا بعد طول ظلام
الإنسانية بتمامها والرحمة بعينها،
وصدقت بركة حينما قالت لعبد المطلب إنه قمر يا سيدي بتمامه وكماله.
فرد عليها إنه قمر بني هاشم،
لكن كلمة جده صلى الله عليه وسلم كانت قاصرة، فما هو بقمر بني هاشم بحسب ولكنه قمر الدنيا بأسرها وسيد الأولين والآخرين
وحبيب رب العالمين.
جمع الشمائل كلها فكان قرآنا يمشى على الأرض كما أخبرت أمنا عائشة رضي الله عنها،
ولذلك كان مولده صلى الله عليه وسلم لحظة فارقة في الوجود
وكأن الأرض ابتهجت فما سار عليها من قبله، ولا معه ولن يسير عليها بشر بعده إلا هو أعظمهم منزلة وأرفعهم قدرا.
وكأن ترابها صار زعفرانا وطينها فاح منه المسك، إذ وطئته أقدامه الشريفة صلى الله عليه وسلم
ولد النبي... أضاء الكون بنوره بعد طول ظلام.
ولد إمام المرسلين خير الرسل وسيد الأعلام...
ولد الذي ما سار على وجه البسيطة مثله...
في ذكر شمائله ماذا عساها تكتب الأقلام؟
يا سعد أرض سرت عليها أو وطئت بها الأقدام.
ياحظ من اكتحلت عيناه برؤياك يا بدر التمام.
صلي الله عليه وآله وصحبه وسلم
سعيد صلاح محمد