lundi 8 septembre 2025

د. عبدالرحيم جاموس

وطني الحبيبُ...

نصٌ بقلم : د. عبد الرحيم جاموس

يا وطنَ القلبِ،
يا مرفأَ الروحِ،
ويا منفى الحلمِ البعيد...
أنتَ المبتدأُ والمنتهى،
أنتَ الغايةُ والمنى،
أنتَ النشيدُ الذي لا يخبو،
ولو جفَّت الحلوقُ،
وتقطَّعت بالسائرينَ الدروب...
***
زرعتُكَ في دمي...
فصرتَ نَبضاً في وريدي،
وصِرتُ مِلْحاً ...
يذوبُ في ترابكَ،
في الزهرِ،
في الزيتونِ،
في الليمونِ،
في اللوزِ والحنونِ،
كما يذوبُ الحلمُ ...
 في ندى الفجرِ،
كأنك كتابُ اللهِ المفتوحُ ...
على صفحةِ الأبد...
***
طارَ قلبي معكَ،
في فضاءِ الكونِ،
قدراً أزلياً لا يُمحى،
ولا تُطفئهُ ريحُ العِدى،
ولا يطويهِ ثِقْلُ المتاعب...
فمنذُ أن عرفتُكَ،
ما خشيتُ الردى،
ولا أرهبتني ظلالُهم...
فأنتَ وعدي الأبدي،
وقِبلةُ روحي،
وسرُّ بقائي في الحياة...
***
أنتَ...
الحُلمُ والقداسةُ،
أنتَ الحبيبُ،
أنتَ القلبُ الذي لا يلينُ،
ولا يتعبُ أمام الأعاصير...
تستعصي على العِدى،
فتزدادُ بهاءً وصموداً،
وتظلُّ في أرواحنا
كأجملِ المنى...
***
قد وحّدنا هواكَ...
فصرنا روحينِ في جسدٍ واحدٍ،
نحملُ عالمكَ البديعَ،
ونطيرُ بهِ إلى العُلا،
نرتلُ فيكَ آياتِ الجمالِ،
وننقشُ على جدارِ الزمنِ
صورَ العشقِ والقداسةِ...
لكلِّ العشاقِ والورى،
لكلِّ مَن يبحثُ عن وطنٍ ...
يسكنُ في القلبِ...
***
ليسَ في القلبِ سواكَ...
ولا في الروحِ غيرُ حبِّكَ...
أُصلّي في محرابكَ صباحاً،
وأُعيدُ الصلاةَ مساءً،
أكتبُ تعاويذي إليكَ،
وأبثُّك آمالي في المنافي...
***
يا وطني،
حتى وإن ضاقَ بنا المنفى،
وتكاثرت علينا الجراح،
سنراكَ فجراً يبزغُ،
ونحملك ...
كالشمسِ في العيون،
لا يُطفئكَ الغيابُ،
ولا يُبعدكَ الجدار...
فأنتَ لنا الحُلمُ،
وأنتَ لنا الأملُ،
وأنتَ الغدُ المشرقُ...
الذي لا يَسقطُ أبداً...

د. عبدالرحيم جاموس 
الرياض/الإثنين 
8/9/2025

الشاعر صالح حباسي

الــــــعـــــلـــــم            ....... إنــــهُ الــعِـلـمُ وربــــي خـالِـقُ الـكَونِ و يَـعلم وَبِــكُـن كـــانَ عَـظـيما رائِـــعُ الـش...