هل نقابل الشر بالشر؟
*ماذا لوقاتل هابيل قابيل.؟ ولم يخاف أن يحمل ذنب قتل أخيه ليوم الدين فالقاتل والمقتول في النار كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا:هذا القاتل فما بال المقتول قال عليه السلام أنه كان حريصا على قتل القاتل.
يتردد بين الناس مايدفعهم لمعامله الشر بالشر (إذا لم تكن ذئبا اكلتك الذئاب.. من شتمك لاتسكت عنه اشتمه عشرات المرات.. ومن يخاصمك لاتهتم به فإنك إذا بدأت بالصلح يعتبرك مخطئا وتشعر بضعف نفسك و.. الخ)
مما لاشك فيه هذا يتنافى مع قول رسولنا الحبيب (وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)
هل يعامل المسلم غيره الشر بالشر ام انه يتعامل معه بايمانه لوجه الله واتباعا لسنة الرسول عليه الصلاة والسلام الذي قال أوصاني الله أن أصل من قطعني وأعطى من حرمني واعفو من ظلمني... الخ
يروي أن سيدنا ابو بكر الصديق رضي الله عنه كان يتصدق على احد أقاربه ولكن الرجل خاض في حديث الافك فاقسم سيدنا أبوبكر الا يتصدق عليه بعد اليوم ولكن الله أمره أن يواصل دفع الصدقة وقال الله تعالي(... وليعفوا وليصفحوا الا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم) 22 النور.
*اليهودي الذي كان يضع القاذورات امام بيت الرسول صلى الله عليه وسلم لما انقطع عن هذا الفعل ذهب عليه السلام لزيارته فشعر اليهودي بالخجل فاعلن اسلامه.
*سيدنا عمر بن عبدالعزيز وهو علي فراش الموت احضروا الرجل الذي وضع له السم في طعامه فعرف انه قد قبض الف دينار لهذا الفعل فاخذها منه واودعها في بيت المال واطلق سراح الرجل الذي فرهاربا قبل ان يقتص احد منه.
ويروي أن سيدنا معاوية بن أبي سفيان كانت له مزرعه بجوار مزرعة الزبير بن العوام فحدث أن عمال معاوية دخلوا مزرعة الزبير فافسدوا فيها ولما علم الأخير ارسل رساله لمعاويه (ياابن ام أكلة لحوم البشر إذا لم تنهي عمالك عن ذلك سوف تجد مالايسرك)
ولما وصلت الرسالة معاويه عرضها على ابنه يزيد الذي قال له ارسل له جيشا أوله عنده واخره هنا فقال معاوية هناك ماهوافضل وكتب (ياابن ام ذات الناطقين إذا وصلتك رسالتي فمزرعتي ومالي هي هديه لك الأمر الذي جعل الزبير يأتي إليه ليعتذر له.
حتى إذا علمت من أساء إليك فقل كما قال الحسن البصري (إساءة الغير هي حسنات لي بلاجهد ولا ياء)
يجب ألا يجرنا الشر إليه فنصبح لافرق بيننا وبينه ولكن لابد من الخير فينا يطرد الشر.. هذه المواجهات تحدث لتبرهن مدى إيماننا وصبرنا على مانجده في حياتنا.
مع تمنياتي لكم بكل الخير
عبد الفتاح حموده