بسمة في شفة القصيدة ..
.
ـ الإهداء: إليك أنتِ و إلى الفينيقيين الذين علموا البشرية الحساب وصناعة السفن و حروف الهجاء وأشياء أخرى كثيرة ..
.
حبيبة قلبي ألا تسألين لماذا أحبّ دمشق
لماذا أهيم بها باكيّا
لا أنامْ ..؟؟؟؟؟
لماذا أبوح هواها ..
و أرسله أغنيات يرتلها الدّمع في مذبح للكلامْ .. ؟؟
دمشق كعينيك أنتِ مزار سلام
دمشق معارج عشق لصبّ ..
يضوّره مذ صباه الغرامْ
دمشق أنا دارجا أمتطي صهوة من غمامْ
و أحمل سيف ابن ذي يزن ..
أنتضيه ..
أصد الطغاة عن الطّيّبين الكرامْ
أجندل كلّ الغزاة ..
أروّي على ظمإ غلّ سهل تأوّه من درن و طغامْ
أروّي على ظمإ من دم الغاصبين الحسامْ
و أحلم بالوطن العربي الكبير ..
تدثّر في حلّة من سلامْ
و أعلى المحبّة ..
تنسخ ما كان أثّله كاهن مولع بالظلامْ
حبيبة قلبي ألا تسألين لماذا أحبّ دمشق ..
ألا تسألين لماذا أقوم إذا الليل حطّ الرحال ..
أصلّي النّوافل سرّا ..
و أدعو الى امرأة تعشق الياسمين
لكي ما يحلّق في أفقها الرّحب سرب الحمامْ ..؟؟؟
كعشقك عشق دمشق ..
تغلغل بين الحنايا ..
و طاب له في الفؤاد المقامْ
أنا يا حبيبة من بوح عاشقة الياسمين
تعلّمت كيف أحبّك ..
كيف أغازلك هامسا مستهامْ
و كيف أصوّر في وجنتي كاعب زهرة
حبلتْ بالشّذى و الهيامْ
تطاول غيم المساء
و تعبق منها العروبة حبلى بأزكى شذى ..
بضرامْ ..
أنا من دمشق تشربت نور العقيدة
حبّا يمدّ جناحيه فوق الأنامْ
أعظّم ربّ العباد ..
أوحّده شاديّا بالمثاني ..
بطه يرتل في هدأة الليل قرآنه العلوي المبينْ
بمريم طاهرة تسعف المكلمينْ
تحبّ العفاف ..
و تدعو إليه العواتك سيّدة المصطفينْ
و أرحل في خطفة الوجد صوب الخليل
و أسري إذا الليل جنّ ..
أرى ها هنالك في باحة القدس طيف النّبي
يعانق طيف المسيح ..
و حولهما الأرض حبلى بورد
و حولهما غيمة من حمامْ
و مشكاة زيت توقّدَ يجلى الظلامْ
أنا يا حبيبة كنتُ البدائيَّ ..
قبل استدارة نهد القصيدة ..
قبل التهاب الحنين بجوف الغمام
و من أمسيات دمشق تعلمتُ كيف أعدُّ النجوم
و أحصي المواسم .. أبلغها بالتّمامْ
تعلّمت كيف أذلّ البحار
و أُرْكِعُهَا واثقا بلجام
تعلمتُ كيف أغازل صبّا حروف القصيدة جفلى .
ترفُّ بأفقي وتأتي سريعا
و في شفتيها ابتسامْ
.
محمد الفضيل جقاوة