لا تنسي ملامحَ وجهي
بقلمي انور مغنية
لن أتورطَ في حبِّك..
ولا تتورَّطي في حبِّي
قبلَ أن تعرفَ من أنا...
ما هو شكلُ أحزاني...
وذوقي وطرق تعبيري
لا تتورطي قبل أن تعرفي
شكل غضبي إذا غضبت
وكيف كرهي إذا كرهت
وكيف أسافرُ إلى عينيك
إذا سافرت....
كورقٍ يابسٍ حملتني الريح
إلى بلاد الأميرات التي
حوتني دهراً...
إلى التي أحالتني ضياء
إلى التي رفعتني
إلى مصاف الأنبياء...
إلى الكواكب والغابات....
كلُّ ما فيكِ خيال..
كل ما فيك حلم....
نغمٌ طالعٌ من بين الأغنيات
لحنٌ من كتاب الألحان
كلّ ما فيك صلاة
من كتاب الإيمان...
كنتِ غزالاً عندما تصحو الطبيعة
وعندما تنامُ الأشجار عارية
ويصيرُ الحبُّ جريمة....
عندما تحلم عيناك
بالذي سوف يأتي
وترسمُ جدولاً ونهر
عندما يتحوَّلُ الجبلُ إلى سهل
والكلامُ إلى سياطٍ تجلدنا
وتصير نظرتك سلماً
يقودني إلى الموت.....
حيث يأتي السؤال :
أينَ تلكَ المشاعر ؟
أين التي كانت تجدلُ الظفائر ؟
أين تلكَ الشفاه العرايا ؟
أين الريح والعصافير
أين المرايا ؟
وأين الليل والقمر ؟
ما الذي يجرحني اليوم
ويقطعُ أنفاسي ؟
ما الذي يتعبُ القلبَ
ويصير الدم مثل الفضيحة ؟
ما الذي يجعلُ العينين سبايا
والكحلُ جلاَّدٌ للرموش ؟
ما الذي جعلَ الأحداق بغايا؟
أنا مسافرٌ بين تلك الأحلام
مسافرٌ بين تلك الأساطير
تائهٌ في السماء
أتشكَّلُ مع السماء قوس قُزَح
أنا جرحٌ يسكن حقيبة..
وفي كلِّ حقيبةٍ سفَر....
أنا ليلٌ وأنت النور..
أنا موتٌ و أنتِ الحياة
أنا شفةٌ نسيت الكلام
وردةٌ أضاعت عبيرها...
قبلةٌ احترَقَت وصارت رماد
فلا تنسي ملامحَ وجهي
واذكريني كلَّما جاء المطر...