dimanche 25 avril 2021

بقلم ‏// ‏الأستاذ ‏لحسن ‏ملواني

بقلمي : لحسن ملواني

القراء الـــــــــــذين لا يقرِؤون .
لحسن ملواني 
حين تمر بمقهى تشعر بالارتياح حين يلوح لــك أشخاص يَقْلبُون صفحات الجرائد هنا وهناك، يحدقون فيها ،ويخطون عليها أحيانا،وبين الفينة والأخرى ترى البعض يهمس للبعض وكأنه يســــتفسره عن رأيه في قضية من قضايا الوطن،وأحيانا تلاحظ البعض قد تهلل وجهه فتشركه فرحته من بعيد ، فإما أنه وجد حلا لمعضلة ،أو أنه عثر على خبر نصْر يثلج الصدر ويعيد بعض الأمل المفقود لمعذب من المعذبين الذين تعج بهم أوطاننا ... حين ترى ذلك كله تستبشر خيرا في أمتنا ، وأنها في حرز وأمان مادام الناس يقرؤون ويكتبون ويناقشون ، إلا أنك ستصدم كثيرا حين تدنو من هؤلاء القراء ، فجلهم منكب لا على قراءة وتأمل الخبر أو قراءة المقال وإنما على البحث عمّا تُملأ به فراغات الكلمات المتقاطعة ...وفي أحسن الأحوال تجد البعض لا يهمه في الجريدة أو المجلا ت سوى تتبع أخبار هذه الفنانة أو تلك، وهل الإشاعة المنشورات عنها صحيحة أم لا؟...علاوة على هؤلاء ،هناك قراء وقارئات يهمهم في المجلة والجريدة صفحة الأبراج التي يراهنون عليها لتحديد مصائرهم...
هؤلاء قراء تجد أمثالهم وبنسب يحسدون عليها على خريطة الوطن العربي والإسلامي...إنهم القراء الذين يوهموننا بأنهم يقرؤون، وهم لايقرؤون؟ 
إن القارئ الحقيقي هو الذي علّمه الكتاب والجريدة والمجلة والخطبة كيف يقرأ الواقع ،وكيف ينا قش الأمور بإيجابية تجعله يساهم في التنظير لواقعه بالرد والدفاع عن طروحاته وأفكاره بدل الاستكانة والاستهلاك لكل الخطابات المطبوخة من قريب أو بعيد ... لقد تذكرت وأنا أكتب هذا المقال قول أحد المفكرين بأن من لا يقرأ يعبد الرجال ...فمن يعبد الرجال يسير دائما تابعا لهم ليصير المفعول به المستغل لصالح المتبوعين الفاعلين...
تذكرت أيضا وأنا أتحدث عن هؤلاء "القراء " الكاتب المفكر سعيد جودة الّّّّدي صنف القراء إلى :
- القارئ العاجز عن القراءة (وهو معذور).
- والقارئ الصدئ الذي يحسن القراءة لكنه لا يقرأ متعللا بأعذار كثيرة تبريرا لابتعاده عن القراءة.
- قارئ الديكور :الذي يتظاهر بالاهتمام بالقراءة والثقافة وذلك عبر تصميمه لخزانة بمجلدات وفق ألوان وأحجام خاصة...
- القارئ المتعالم الذي لا يكتفي بالمظهر والتظاهر أمام غيره بخزانته بما تحويه من كتب بل يتعدى ذلك إلى الإدلاء بدلوه في سوق الثقافة ...فهو المتحايل على المخاطبين لأنه يقرأ نتفا من هذه الصفحة أو تلك إضافة إلى عنوان وفهرس الكتاب ،وبذلك يتداول مع غيره الحديث عن المؤلفات والمؤلفين.
أعتقد أن هذه الأصناف هي الطاغية في عالم القراءة عندنا،ليبقى الصنفان الإيجابيان قليلا الحضور والتواجد ...وهذان الصنفان يتمثلان في القارئ الناضج والقارئ الناقد اللذين يقرآن بإيجابية وتمحيص ونقد وانتقاد ،فهما المساهمان بالدفع نحو مناهضة التخلف وكل أنواع الاستلاب ...
نحن إذن أمام قطيع من القراء الذين يقرؤون، ويمكن أن ينطبق عليهم مصطلح (الأمية الجديدة ) كاصطلاح حديث يعني عدم المقدرة على القراءة والكتابة والتحدث بقواعد اللغة الملقنة عبر عمليتي التعليم والتعلم . 
انطلاقا من هذا يجب الأخذ بعين الاعتبار نوعية القراء في الإحصائيات الخاصة بالقراءة والقراء حتى نتبين الخطر المحدق بنا في عالم لا مكان فيه  للعلم والفكر والنقد وما القراءة سوى المفتاح الوحيد لاكتسابها .
فالقارئ الذي لا يحتك بالمقروءات يوميا لن يكتسب منهجية القراءة والتفكير ليبقى سلبيا من المهد إلى اللحد ،بدل أن يصير شغوفا بالعلم والقراءة والكتابة من المهد إلى اللحد رغم امتلاكه إمكانية ما يجعله قارئا إيجابيا يفيد ويستفيد.

أبواب  ببلادي مقفلةُ أبواب داري وأراها في زمن الرصاص دونما أبوابْ ببلادي تغيّرت  كلّ الأشياء حتى في مذاق الأطعمةِ وفي الشرابْ مأسور"  ف...