lundi 31 mai 2021

لماذا ‏نشعر ‏بالإحباط ‏والخذلان ‏أحيانا ‏؟ ‏// ‏بقلم ‏الشاعر ‏جمال ‏القاضي ‏

لماذا نشعر بالإحباط والخذلان أحيانا ؟

بقلم : جمال القاضي

نتعرض في حياتنا اليومية لكثير من المواقف منها مايسعدنا ومنها مايحبطنا ، 
لكن لماذا نشعر بالإحباط أحيانا ؟ وماهي الأسباب التي تؤدي الى ذلك ؟ وماهي النتائج المترتبة على الإحباط ؟ وماهو علاقة الإحباط بالخذلان ؟ كيف نتغلب على كلاهما ؟

الإحباط هو حالة نفسية تصيب الفرد نتيجة إخفاقه في النجاح في موقف من المواقف ،

وعن الأسباب ، فهناك منها الكثير ، منها مايتعلق بالشخص نفسه ، تربيته ، وحالته النفسية ، ومنها مايتعلق بالمواقف ذاتها ، ومنها مايتعلق بالأشخاص التي تربطهم به علاقة شخصية ،

وما يتعلق بالشخص نفسه من حيث التربية ، فهناك من الأشخاص لم يكن في تعاملهم مع المواقف أي إستعداد مسبق ، أو تصور منه لإحتمالية الفشل  ، عند العزم على القدوم لتحقيق هدفا كان ضمن أهدافه ، ولم يتوقع النتائج ، وكيف تكون ، فهو يرى أمامه النجاح الدائم ، لايحتمل فشلا ، فيقدم على موقف من تلك المواقف ، ثم يفاجئه الفشل ، فيشعر بنوع من الخذلان الذي يترتب عليه الإبتعاد عن تلك المواقف برمتها ، وعدم التفكير مطلقا في إعادة تلك التجربة المريرة ، فيبحث لنفسه عن خلوة يختفي فيها ، لايرغب في الحديث مع الغير ، خوفا منه بأن يتذكر الموقف وما حدث مرة آخرى بتواجدهم  ، ويشعر بنوع من الإحباط النفسي ، الذي يغلغل بداخله ويسيطر على حالته النفسية ،

أما عن السبب الذي يتعلق بالحالة النفسية ، 
فهناك نوع من البشر ، يعيش بين أوهام ووساوس ، تسوقها إليه نفسه ،توهمه بأنه شخصا ضعيفا ، لايستطيع إنجاز أبسط الأمور التي قد يكلفه بها  الغير ، ومع هذا الشعور من الخوف من الفشل ينتابه شعورا آخر ، وهو شعور لالرغبة في الهروب والصمت ، بعيدا عن كل مايذكره بما فيه من هذه الحالة النفسية ، فيشعر بالإحباط والخذلان داخل نفسه ، لعدم قدرته على إتخاذ أي قرار تنتصر بها  نفسه على تلك الحالته النفسية المؤلمة بالشعور ، لتصبح النتيجة بالنهاية مثل ماسبق وهو الرغبة في الخلوة النفسية بعيدا عن تلك المواقف برمتها ،

أما عن الأسباب التي تتعلق بالموقف نفسها ، 
فهناك منها ماهو قد قام الشخص بالأعداد للموقف مسبقا إعدادا جيدا في نظره ، يرى فيه الشخص أنه سوف ينجز تلك المواقف بسهولة دون أخطاء ، ولكن تدخل عوامل لم يكن يتوقعها على تلك الموقف ، فتسبب لها الفشل في النهاية  ، فشلا يصاحبه خذلانا وإحباطا 
لايقوى معه على تحمله ،

وعن السبب الأخير من أسباب الإحباط والخذلان ، فهو الأشخاص الذين يتعامل معهم ، 

وهو أشد الاسباب  تأثيرا على الحالة النفسية للشخص من حيث النتائج المترتبة على تعامله معهم ،

الكثير من الأشخاص ، يثق في غيره ثقة لايشوبها شكا في تعامله ، فهو لم يختبر فيهم تعاملهم من قبل ،ولم يدرس أو يفهم شخصيتهم جيدا ،و لم يتوقع منهم التخلي عنه لحظة يتعرض فيها لموقف من المواقف ،

 من هؤلاء الأشخاص ، الأهل والأقارب ، والأصدقاء ، وربما كان النوع الأخير من هؤلاء جميعا ، هوالأكثر تأثيرا وهم الأصدقاء ، وذلك للثقة العمياء نحوهم ، وعند تعرضه لموقف ما من المواقف التي قد يتعرض لها ، وكان يتوقع منهم الوقوف بجانبه لمساعدته على التغلب على ماقد يتعرض له من الأضرار الناتجة عن المواقف ، فيتخلى عنه من كان يثق بهم من قبل ، فيصيبه حالة شديدة من الإحباط والخذلان ، حالة تمتد معه لتقضي وقتا طويل المفعول و الأثر ، لايمكن بعدها أن يعيد لنفسه الثقة كما كانت في مجراها التي كانت تسير فيه من قبل الموقف ،

لكن ماهي علاقة الإحباط بالخذلان ؟

علاقة كل منهما كعلاقة الروح بالجسد ، يرتبطان معا إرتباطا وثيقا ، فكل خذلان يترتب عليه إحباطا ولايكون الأخير بمعزل عن الأول ، 

أما عن النتائج المترتبة على كل من الخذلان والإحباط فهي

الرغبة في الإبتعاد عن كل مافي الموقف وما كان فيه من ظروف محيطة سواء كان المحيط به أفراد ، أو أماكن ،أو زمان يمر عليه بوقت معلوم يذكره بالموقف كلما أعاد الزمان نفس التاريخ بالأيام أو الساعات، فترى من هو على هذه الحالة لايرغب في الحديث مع الغير مبتعدا عنهم أبتعادا قد يكون مؤقتا أو دائما ،

ويبقى السؤال الأخير كيف نتغلب على تلك النتائج التي جعلت هذا الشخص يعيش هذا الشعور المؤلم من الحالة النفسية ؟

علينا أن نتصالح مع أنفسنا أولا ، وذلك بتعودها على الفشل والنجاح ، علينا أن ندرس كل مانقدم على فعله من أمورنا الحياتية ، دراسة تؤهلنا  للنجاح ، علينا أن نحطم اليأس بداخلنا ،علينا أن نتصالح مع المواقف والتجارل بإعادة تلك التجارب ليس لمرة واحدة بل لمرات ومرات ، حتى نصل بمحاولة في إحداها إلى النجاح فيما كنا نسعى إلى تحقيقه ،

علينا أن ندرس شخصية من نصاحبه دراسة عميقة ، لاتحتمل بعدها فقدان للثقة فيما بيننا وبينهم ، علينا أن نعلم أنفسنا أن نثق فيها وفي قدراتها ، لانستمع لصوت تلك الوساوس التي يسوقها إلينا الشيطان والهوى والخيال الواهم ، علينا أن نقهر تلك الوساوس قائلين لأنفسنا ، نحن نستطيع ، ونحن قادرون ، وسنعيد التجربة مهما فشلنا فيها حتى لو تكرر لها الفشل مرة آخرى ، وبذلك نقف على طريق الثواب الذي يأخذنا بالنهاية إلى طريق النجاح ونتغلب به على ماقد يصيبنا من الخذلان والفشل والإحباط .

بقلمي : جمال القاضي

أبواب  ببلادي مقفلةُ أبواب داري وأراها في زمن الرصاص دونما أبوابْ ببلادي تغيّرت  كلّ الأشياء حتى في مذاق الأطعمةِ وفي الشرابْ مأسور"  ف...