قراءة في قصيدة :
( الدَّمعة )
بقلم : بن صغير عبد اللطيف .
للشاعر العربي السوري .. مصطفى الحاج حسين .
قرأت للشاعر مصطفى الحاج حسين في عدة منابر إعلامية قصائد نثرية ولقد كنت كلما وصلت إلى نصه الشعري بعد أن أكون قرأت نصوصا عديدة أحس بأن شيئا قد حدث فأعود لأقرأ وأتأمل سطوره أو أقول أحاسيسه بدهشة عميقة جدا فأتأمل تراكيبه اللغوية وأتوه في بحر لواعج تركيبه النفساني العميق جدا إنه عمق لم أكن أجده إلا في نصوص عباقرة الشعر والسرد في الزمن الجميل لن أشبهه بأحد ما يهمني هو تميزه عمق تجربته الإنسانية وتأمله الشديد لمجريات الدنيا والأحداث فأجدنا أمام ركام كبير من الجزيآت النفسية الرقيقة إنه بركان ألم بركان شجن بركان حب بركان أسف ثم إنه عبقرية سرد صور شعرية إنسانية في قمة العمق والتأثير تجربته في الدنيا الصادمة اختلطت بعمق موهبته الشعرية الفذة فأعطت شاعرا لا يمكن أن يصنف إلا مع الكبار سأحاول دراسة قصيدته الدمعة وسنرى كيف سيحول قيمة البكاء عند البشر إلى مشهد مؤثر جدا وكيف يغتسل بدمعته ليستطيع أن يتطهر من آلامه وشجونه ويواجه الحياة من جديد والدمعة حيلة من لا حيلة له
*/// الدَّمعَةُ ...*
شعر : مصطفى الحاج حسين .
الدَّمعَةُ قَرَأَتْ أشوَاقي
اِكْتَسَتْ بالنَّارِ
وَانغَمَسَتْ بالمَرَارَةِ
تَنَفَّسَتِ الحُرقَةَ
وَتَألَّمَتْ مِنْ جُذُورِها
رَاحَتْ تُكَفكِفُ وَجَعِي
تُهَدهدُ اختناقي
وَتُضمِّدُ لَوعَتِي
الدمعة قرأت أشواقي " تعبير رائع رقيق فالدمعة قرأت أشواق الشاعر من داخله هي دمعته وستحكي للقارئ لواعج أشجان الشاعر مشهد فني رائع أن يكتب الشاعر قصيدته على لسان دمعة"
رَسَمَتْ في دَمِيَ الأملَ
سَيَّجَتْ جُنُوني بالسَّكِينَةِ
وَرَاحَتْ تَحملُ عنِّي أثقالَ الانتظارِ
"هي في الحقيقة ليست دمعة بل هو بكاء مسترسل هي دموع جمعها الشاعر في دمعة هذا البكاء هو ملاذ الشاعر هو الذي يجدد الأمل في نفسه هذا البكاء هو الذي يحول جنونه إلي سكينة فقد كاد يبلغ به الحزن إلى الجنون ولكن الدمعة حولت جنونه إلى سكينة هو بكاء تطهيري
لَوَّحَتْ لِلْمَرَاكبِ
نَادَتْ على الصَبرِ
وَأشْعَلَتْ فانوسَ الحُلُمِ
تَدَحرَجَتْ على آهتِي
رَتَّبَتِ انهِيَارِي
"لوحت للمراكب صورة شعرية في قمة الجمال أنظروا كيف أن الدموع لوحت لمراكب النجات لتأخذه إلى مرفئ الصبر فينجوا من غرق الجنون وكيف أنه بعد البكاء أشعلت الدمعة فانوس الحلم هو تشبت بالأمل سببه الدمعة إنها دمعة الفرج دمعة الخروج من الضيق رتبت إنهياري إنه بالون النجاة الذي سينقذة من الغرق"
وَتَمَسَّكَتْ بِخَلَجَاتِ صَمتِي
الدَّمعَةُ تَحنُو عَلَيَّ
تُطفِئُ غَضَبِي
تُغَطِّي وَهَنِي
تَكْنُسُ دَربِي
تَهفُو على رُوحِي
تُعَارِكُ خَرَابِي
وَتُنهِضُ أُفُقي
الدًّمعةُ بَابٌ أعبرُهُ إلى التَّنَفُّسِ
مشعًلٌ يًقُودُني إلى العَزيمَةِ
سَمَاءٌ سَتُرَفرِفُ في أعَالِيها أجنِحَتِي .
أردت أن ألفت نظر القراء إلا أن هناك شاعر بين ظهرانينا من رواد الشعر في الزمن الجميل إسمه
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول
بقلم : بنصغير عبد اللطيف.
مقاربة تحليلية لقصيدة الدمعة ..
للشاعر : مصطفى الحاج حسين .
القصيدة كاملة :
==================================
*/// الدَّمعَةُ ...*
شعر : مصطفى الحاج حسين .
الدَّمعَةُ قَرَأَتْ أشوَاقي
اِكْتَسَتْ بالنَّارِ
وَانغَمَسَتْ بالمَرَارَةِ
تَنَفَّسَتِ الحُرقَةَ
وَتَألَّمَتْ مِنْ جُذُورِها
رَاحَتْ تُكَفكِفُ وَجَعِي
تُهَدهدُ اختناقي
وَتُضمِّدُ لَوعَتِي
رَسَمَتْ في دَمِيَ الأملَ
سَيَّجَتْ جُنُوني بالسَّكِينَةِ
وَرَاحَتْ تَحملُ عنِّي أثقالَ الانتظارِ
لَوَّحَتْ لِلْمَرَاكبِ
نَادَتْ على الصَبرِ
وَأشْعَلَتْ فانوسَ الحُلُمِ
تَدَحرَجَتْ على آهتِي
رَتَّبَتِ انهِيَارِي
وَتَمَسَّكَتْ بِخَلَجَاتِ صَمتِي
الدَّمعَةُ تَحنُو عَلَيَّ
تُطفِئُ غَضَبِي
تُغَطِّي وَهَنِي
تَكْنُسُ دَربِي
تَهفُو على رُوحِي
تُعَارِكُ خَرَابِي
وَتُنهِضُ أُفُقي
الدًّمعةُ بَابٌ أعبرُهُ إلى التَّنَفُّسِ
مشعًلٌ يًقُودُني إلى العَزيمَةِ
سَمَاءٌ سَتُرَفرِفُ في أعَالِيها أجنِحَتِي .
مصطفى الحاج حسين .