ويبقى هذا المنتدي كالربيع الدائم.
تقبلوا مشاركتي الثالثة والتي هي بعنوان
"الخريفُ والعُمْر."
كَخريفٍ مرَّ عَن عُمْرْ
بينَ البَحرِ وبينَ النهرْ.
في كلِّ يَومٍ كانَ يَمُرْ
كُنا نبتعدْ أكثَرْ
عن حُلُمٍ تَكَسَّر
في كلِّ خُطوَةٍ
كنا نَخطُوها ابْكَرْ
كانت تَصغُرْ في عُيونِنَا
اشياءٌ كانَت أكبَرْ
وصارَت تَكْبُرْ في عُيونِنَا
اشياءٌ كانَت اصغَرْ
في كلِّ يومٍ صارَ يَمُرْ
صِرنا لا نُحِبْ أن نَنظُرْ
إلى الخلفِ لِنَتذَكرْ
فكُلُّ ما تركناهُ
تلاشَى لِيَضمُرْ
كالعشبِ نحنْ
يَنمو اخضَرْ
ثم يَصْفَّرْ
لا وقتَ للمَكرْ
الا اذا لَزِمَ الأمرْ
فقط لِرَدِ المَكْر.
ليس بِوِسعِنا الٱنَ
سوى انتظارْ المطَرْ
لِنَنمُو من جديدٍ
على ضِفَةِ النَهرْ
لِتَبدأَ مرةً أُخرى
دَورةُ الحياةْ.
ضَجةُ نَقيقِ
الضفادِعْ
صوتُ العصافيرْ
جَدَاوِلُ الماءِ
والينابيعْ
زَهرُ اللوزْ
ودودةُ القزْ
تَنسِجُ الحريرْ.
تفاصيلُ الشُروقْ.
والقمرِ المُنيرْ
ويَنطَوِي اليومْ
كصَفحةٍ مِن غَيمْ
ترَكَت أثراً خفيفاً
كَسِنَةٍ قبلَ النَومْ.
كَخريفٍ مرَّ عَن عُمْرْ.
بينَ البَحرِ وبينَ النَهرْ.