lundi 30 août 2021

كنت يوماً هنا
********
 منزل قديم 
جدران متهالكة
صمت يغلف المكان
حجرات صغيرة هواء رطب
نافذة خشبية يتخللها ضوء الشمس
يمر عبر زجاج مزخرف 
فراش مبعثر
مرآة تعكس صور مشوهة
صورة ذات إطار مذهب بالٍ
وجدار يحمل آية قرآنية
وصورة لفقيد بشارة سوداء
جدران تحمل ذكريات بعيدة
شرفة تطل على شارع ضيق
رائحة الزمن تملأ المكان
ألبوم صور قديمة تحمل ملامح حبيبة
كانوا يوماً هنا 
أرواحهم تسبح في المكان
أصوات مبهمة ..ضحكات
شبح إبتسامة في المرآة 
مهد طفل يتأرجح يصدر أزيزاً خافتاً
لعب قديمة مبعثرة 
معطف وقفاز ووشاح حريري
مقعد مهترىء الأركان
زجاجة عطر لا زالت تفوح رائحتها
مدفأة تشعرك بدفء المكان 
على الرغم من الرطوبة التى تعبىء كل ركن
ذرات غبار تهمس ترسم أشكالاً 
تبثني حديثاً يوقظ في قلبي أنيناً
غرفتي القديمة 
مروحتي  مصباحي 
ودفاتر أشعاري
مصحفي ومسبحتي 
ورائحة الذكرى 
ألم يغوص في الأعماق
راحة أفتقدها منذ رحلت
منذ رحلوا عني
غربة تتوغل داخلي
تغيم ملامح المكان في عيني
تمتلىء دموعاً تفيض فتغرقني 
تحرقني .. تذيبني 
أتوحد مع الجدران 
أتهالك في ركن قصي 
أتبخر .. أتلاشى.. أزوي
تبهت ملامحي في المرآة 
ابعث من جديد فى كون اخر
صورة قديمة في إطار مذهب 
تحمل شارة سوداء
كنت يوماً هنا
ولا زلت
*****
سالى محمود

أبواب  ببلادي مقفلةُ أبواب داري وأراها في زمن الرصاص دونما أبوابْ ببلادي تغيّرت  كلّ الأشياء حتى في مذاق الأطعمةِ وفي الشرابْ مأسور"  ف...