بَوح أرملة
يا مَن تشارَكْنا الحياةَ ومرَّها
فتركْتَني أسعى وَجَفنُكَ غافي
***
ما عاد لي مُذْ غبْتَ حُلمٌ أو رَجَا
ما لِلمنايا من دواءٍ شافي
***
ما مِن أخٍ أو والدٍ يروي الضّما
قدْ كان بحرُكَ ماءَ هَطْلٍ صافي
***
أوَلم تعِدْني أن تُكسِّرَ شوكَها
واليومَ أمشي في لُظاها حافي
***
أمشي وطول الدَّرْبِ أَلْوى كاحلي
أكبو وحِملي قد حَنى أكتافي
***
لي منك ذِكرى قطعتينِ من الأسى
لا بل هُما أشلاءُ حُلمٍ دافي
***
أصبحتُ بعدك أمَّهم وأبيهمو
وأذودُ عنْهم قهرَ دهرٍ جافي
***
والناسُ غضَّت عن بلائي طَرْفَها
يا ويحهم ما هكذا إنصافي
***
أسعى كما تسعى القطا لفراخِها
وأضمَّهم في الليلِ في أكنافي
***
أُخفي دموعي عن عيونهما عسى
أُخفي جُروحا قد بَرَتْ أعطافي
***
والجرحُ إنْ تُبديهِ يبقى نازفاً
ويعودُ إنْ واريتَه مُتعافي
***
نمْ هانِئاً يا مَن رجوتُ بقاءَهُ
نمْ، فوقَنا عينُ اللطيفِ الشافي
محمد أمين النعسان