lundi 27 décembre 2021

تقولينَ (3)
تقولينَ صارَ العصرُ عصرًا لِأوغادِ
بلا ذِمَمٍ حتى احْترقْنا بِأحقادِ
فماذا ستجني شاعري بِإنْشادِ
قصيدٍ لتبكي فوقَ أطلالِ أجدادِ

أقولُ إذا الحكامُ بثُوا أفاعيهمْ
ونالوا كما الأوغادِ بعضَ أمانيهمْ
فما ذلِكُمْ إلّا لِصمْتِ مُواليهمْ
على مَنْ طغْوْا شُلَّتْ وتبّتْ أياديهمْ

تقولينَ بالتأكيدِ شاهدْتَهم أوّاهُ
لتدنيس أرضِ العُرْبِ جاؤوا فوْيلاهُ
فكن مثلَهمْ حتى يُصيبنّك الجاهُ
وإلّا ستَلْقى غيرَ ما كنتَ تهواهُ

أقولُ لِمنْ في الطبعِ مختلِفٌ عني
حَنانيْكَ إنّي شاعرٌ والهوى فنّي
هوى أرضِ أجدادي هوىً دونما ظنِّ
هوَ النبضُ في قلبي هوَ النورُ في عيني

تقولينَ خوفُ الناسِ من قبضةِ الحُكمِ
يُشجِّعُ حُكامَ الظلامِ على الظُلْمِ
 ولكنْ يميلُ العُرْبُ جدًا إلى النومِ
فلا نهضةٌ توحي بميْلٍ إلى العزمِ

أقولُ أشقّائي برغمِ مآسيهمْ
برغمِ معاناةٍ تُطيلُ لياليهمْ
ورغمِ دموعٍ أمْطَرتْها مآقيهمْ
محالٌ وربّي أنْ تُجَزَّ نواصيهمْ
 
تقولينَ يجري العُرْبُ ذلًا وبُهتانا
لأحضانِ شيطانِ القبيحةِ مُذْ كانا
وأنتَ كما البُركانِ تقذِفُ أحزانا
وترفُضُ أنْ تولي الخصيمينَ إذعانا

أقولُ أنا البركانُ لا أقذفُ الوَرْدا
على مَنْ أتاني غازيًا ينفثُ الحِقْدا
أموتُ ولكنْ راكبًا حاصبًا رعدا
فلا الذلُّ أرضاهُ بَلِ الموتُ لي أهدى

تقولينَ قلبي سيقتُلُهُ الحُزْنُ
ففي وطني لا السِلْمُ آتٍ ولا الأمنُ
وأنتَ تُنادي مَنْ تَملَّكَهمْ جُبْنُ
وما لِجبانٍ عندَ مكْرُمةٍ شأْنُ 

أقولُ أنا حرٌّ وتبعينَ إسكاتي
فويْلي ثمَّ ويلي إذا خُنتُ أبياتي
وخنْتُ قضايانا وتاريخَ مأساتي
وحتى وفاتي لنْ تصّفي حكاياتي 

تقولينَ
 (4)
تقولينَ أفكاري تُسيءُ إلى نفسي
ونقدي بأشعاري تضاعفُ لي تعْسي
فحكّامُنا مهما أقولُ بلا حسِّ
فكيف أيا حُبّي يحسّونَ بالنكسِ

أقولُ إذا باعوا كرامتَهم بخْسا
لشيطانِهم هذا الذي مسَّهمْ مسّا
أيُعْقلُ أنْ أخشى مَنِ استعْذبوا الرِجْسا
فباتوا بذلٍ قاتلٍ ضيَّعَ القُدسا

تقولينَ ما دخلُ السياسةِ بالشعرِ
وما دخلُ أُمّي بالعدالةِ والفكرِ
وهلْ سيُفيدُ الفكرُ إنْ قَصَفوا عمري
وحتى إذا همْ قطَّعوني فمنْ يدري

أقولُ إذا شِعْري خلا من شذا العدْلِ
ومن واجبي في كنسِ جيشٍ لِمحْتلِّ
فما الشعرُ إلّا فريَةٌ عندَ مخْتلٍّ
وأكذوبةٌ كبرى نمتْ عندَ معْتلِّ

تقولينَ مدّاحو البلاطِ علوا قدْرا
فَفكِّرْ كما يُفكِّرونَ واجْتَنبْ خُسرا
فما أحرزَ الحُكامُ ظُفرًا ولا نصْرا
على مُعتدٍ بلْ قدَّموا الطاعةَ الكُبْرى

أقولُ إذا صارتْ مصالحُنا عُذرا
لإرضاءِ حُكّامٍ يُميتوننا قهْرا
أنا لا أخافُ الموتَ مكرًا ولا غدرا
ولا السجنَ حتى لوْ حُكِمْتُ بهِ دهرا

تقولينَ إنّي شاعرٌ ما لَهُ صوتُ
وحظّي مِنَ الأعرابِ يا ويلَتي صمْتُ
فلا الظُلْمُ يعنيهمْ بشيءٍ ولا الموتُ
فأفْئِدَةُ الأعرابِ ماتت كذا الوقتُ

أقولُ يخافُ القومُ حكّامَهمْ رُعْبا
وحكّامُهمْ يخشوْنَ الأعادي ألا تبّا
ولكنّني أهوى طواعِيَةً ربّا
وأفدي بروحي عندَ ملْحمةٍ شعْبا

تقولينَ مهما قُلْتُ للناسِ لن يُجدي
فربّي يُضلُّ الكافرينَ ولا يَهدي
لقدْ ضيّعَ الأعرابُ ما كانِ من مجدِ
فماذا ترومُ اليومَ ممّن بلا رُشدِ

أقولُ إذا الأعرابُ ضلّوا فما دوْري
ألنْ يأمُرَ الرحمنُ نحو الهُدى سيْري
أليْسَ مِنَ المفروضِ في النثرِ والشعرِ
تبنّي قضايا الشعبِ لا عُصبَةِ الشرِّ

د. أسامه مصاروه

أبواب  ببلادي مقفلةُ أبواب داري وأراها في زمن الرصاص دونما أبوابْ ببلادي تغيّرت  كلّ الأشياء حتى في مذاق الأطعمةِ وفي الشرابْ مأسور"  ف...