لُعبة الأيام
اضحكني الدهر وابكاني
كأنَّي لُعبةٍ بين الصينِ والشامِ
بتُ مُتَرنِّمًا بالقدودِ لياليا
واصبحتُ مُبرطِمًا على أوهامي
اطربتُ لهوى لواعجي
ورقصتُ لها رقصة الدَّوامِ
لهوتُ بمزاميرِ شبيبتي
واِنتشى الفؤادُ بِعزفّ أنغامي
طارحتها بِكُلِّ هوجي
ونادمتُها بلاهةً بكأس غرامي
كم أمّنتها حُسن بهاري
وجدتُها أبداً خَوَّانةُ الذمامِ
شكوتها لنكثِّ عهدهٍ
ومعصميَّ قيَّدتها غفلةُ الأيامِ
ياقابض الدُنيا بالراحِ
هل بالغربالِ تُؤمِّنُ الأحلامِ
لا تأمنن بِملمسِ لميسِ
الرقاش في لمسهِا زؤمُ الحِمامِ
لعوبةً شِيمتها مَكْرٍ وخُذلانِ
وعهودِها إِفْكٍ وشجٍّ وأحطامِ
ياسامر الطروبِ ما أنت
بصاحِبٍ، الصحبُ وفاءٍ واِنعامِ
واجرع ذُعاف زلاتٍ هي
هشيمةُ الوفاءِ بعد تصرُّمُ الأعوامِ
اليوم تُناغيك بنميرِ الأماني
تُراوغك غدًا وتنؤك جَشِم الآثامِ
عرجْ على ركب الندامةِ عجِّلٍ
قبل فوتُ العمر بِثقل الرِكامِ
ما اناخت يوماً على الآماني
طوافةٌ بكُلِّ نَوْفلٍ تُكابدُنا الآلامِ